تحولت إلى سجن كبير.. “الفدية” تثقل كاهل المواطنين بمدينة الهلالية

أفق جديد

تعيش مدينة الهلالية، شرقي ولاية الجزيرة، على بعد 120 كلم جنوب الخرطوم؛ أزمة إنسانية بالغة التعقيد بعد حصار مدمر نفذته قوات “الدعم السريع” على المنطقة وإجبار المواطنين على سداد مبلغ “الفدية” للخروج إلى بر الأمان.

وناشدت أسرة المواطن، مازن صلاح، المسجون بمعتقلات الدعم السريع بمدينة الهلالية إفادتها بأية معلومات عن ابنها المعتقل منذ أكثر من أسبوعين لدى الدعم السريع بعد دخولها المدينة.

وكشفت الأسرة، في بيان، عن تحويلها لمبلغ الفدية الذي طلبته قوات الدعم السريع منذ خمسة أيام، ولم تطلق سراحه، كما لا تعرف أية معلومات عن ظروف ومكان اعتقاله.

ويقول المواطن، عاطف عبد الله (مقيم في السعودية)، لـ”أفق جديد”، “قوات الدعم السريع ظلت تطالب بفدية قدرها 6 مليار لخروج الفرد الواحد من مدن وقرى شرق الجزيرة”.

وأضاف، “نفدت مدخرات أبناء المنطقة في السعودية إثر التحويلات المستمرة لعناصر الدعم السريع التي تحاصر الأهل وتحتجزهم في ظروف قاسية”.

وتابع، “الهلالية وبعض القرى شرقي ولاية الجزيرة تحولت إلى سجن كبير، مع انعدام الغذاء والماء والدواء”.

وأفادت مصادر طبية “أفق جديد”، أن قوات الدعم السريع اقتحمت كل المستشفيات والمراكز الصحية في المدن والقرى شرق ولاية الجزيرة.

وأوضحت المصادر الطبية، أن عناصر الدعم السريع، دمرت كل المستشفيات والمراكز الصحية، ونهبت مخزون الأدوية.

كما أبلغ شهود عيان “أفق جديد”، أن عناصر الدعم السريع، فجرت كل صهاريج المياه في المدن والقرى شرقي الجزيرة، وسرقت ألواح الطاقة الشمسية.

وتنفذ قوات “الدعم السريع” حملات انتقام ضد مناطق شرق الجزيرة منذ 20 أكتوبر الماضي، عقب انشقاق قائدها في الولاية أبو عاقلة كيكل، وارتكبت انتهاكات مروعة بحق الأهالي شملت القتل والاختطاف والاغتصاب والتهجير القسري والإذلال.

في الأثناء ذكرت لجان مقاومة الحصاحيصا (نشطاء) في بيان ليل/ الخميس، أن كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من 30.000 إنسان تحت الحصار الذي تفرضه الدعم السريع على مدينة الهلالية بشرق الجزيرة.”

وأضاف البيان، “حيث بلغ عدد الضحايا أكثر من مئة شهيد منهم حوالي 15 شهيد نتيجة طلق ناري من قبل الدعم السريع والبقية لقوا حتفهم وأصيبوا بسبب التسمم الغذائي الذي أصاب غالبية السكان جراء نفاد الغذاء والدواء والرعاية الصحية الأساسية للحياة، وتوزيع القمح المعالج كيميائيا والذي يتتخدم في الزراعة ما أدى إلى تسمم غالبية السكان جراء ذلك.”

وتابع ” ندين بشدة هذا الحصار الغاشم من قبل الدعم السريع التي ما زالت تفرضه على المدينة والتي لم تكتفي بالنهب والسلب بل لجأت لابتزاز الأهالي بالخارج وتطلب منهم مبالغ كبيرة في سبيل إخراج أهاليهم من السجن الكبير والغير مؤهل للعيش فيه، كما ندعوا كل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى إنقاذ أرواح الآلاف من المدنيين العزل داخل مدينة الهلالية ومدهم بأبسط مقومات الحياة.”

وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 11 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى