سيناريوهات قاتمة.. الاشتباكات العسكرية تفاقم أزمة النزوح في دارفور
أفق جديد
الحرب الكارثية في السودان تمضي نحو السيناريوهات القاتمة، بسبب تصاعد المأساة الإنسانية، إثر تصاعد موجات النزوح في دارفور دون حل سياسي يلوح في الأفق، رغم الجهود الإقليمية والدولية.
إذ وصلت إلى مناطق سيطرة حركة جيش تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور، موجةنزوح جديدة هربا من القتال والعتف في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
ويقول الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، آدم رجال، في بيان، تلقته “أفق جديد”، “وصل عدد 2080 نازح جديد إلى مناطق (قولو، طويلة، دربات، سروتوني، فنقا، ومارتال) بجبل مرة، فرارا من الأشتبكات التي تشهدها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.”
وأوضح أن “منطقة (طويلة) استقبلت عدد 397 أسرة، بينما قولو استقبلت 7 أسرة، وفي دربات وصلت عدد 11 أسرة، وفي سورتني 4 أسرة، بينما وصلت 7 أسرة إلى منطقة فنقا ومارتال حوالى 416 أسرة ما يقدر ب2080 فرد.
وأشار أن النازحين الفارين من الاشتباكات في الفاشر تجاوز عددهم 400 ألف نازح في محليات جبل مرة المختلفة.
وأكد آدم رجال، في تصريح خاص “أفق جديد”، أن النازحين في دارفور يعيشون أوضاعا بائسة في ظل نقص الغذاء والدواء”.
وأوضح أن الوضع يتطلب تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإنقاذ المواطنين في دارفور من الجوع والأمراض.
وتسعى قوات “الدعم السريع” للسيطرة على الفاشر لكونها آخر المدن في إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرتها، بعد أن سيطرت منذ أواخر العام الماضي على ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.
ودمرت الحرب سبل عيش ملايين السودانيين، بمن في ذلك العاملون في قطاع الزراعة والرعي التي يعمل فيها 80% من القوى العاملة في البلاد، نتيجة لتوسع نطاقها مصحوبا بالهجمات العشوائية على المدنيين.
وفاقمت الحرب من حدة الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة في مخيمات النازحين، إثر تسبب الاشتباكات الناجمة عنها في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى الإقليم.
وخلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 أكبر أزمة إنسانية على المستوى الدولي، إذ اضطر الناس إلى تناول أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار في دارفور، لعدم توفر الغذاء في مخيمات النزوح البالغة عددها 51 في ولايات دارفور الخمس.
وأُنشئت مخيمات اللجوء في دارفور عندما نزح السكان من القرى إلى المدن الكبيرة بحثا عن الأمان بعد اندلاع الحرب في الإقليم 2003 بين القوات الحكومية وفصائل مسلحة متمردة.
ويشهد إقليم دارفور منذ 2003 نزاعا مسلحا بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة نحو 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 11 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.