السكري في درب غسيل الكُلى

طاهر المعتصم

من على الشرفة

طاهر المعتصم

في ظل دخول الحرب عامها الثالث، دون أن تلوح نهاية لها في الأفق، هرع عدد كبير من السودانيين إلى الجارة الشقيقة مصر، التي أحسنت وفادتهم واقتسمت معهم لقمة العيش.

من بين أكثر من مليون ونصف سوداني وسوداني، هناك الآلاف من مرضى الكلى، وقد شهدنا وقفة احتجاجية في بورتسودان من بعضهم بسبب انقطاع الكهرباء وتوقف الغسيل.

مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، أطلق مبادرة إنسانية بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية والملحقية الطبية بالسفارة السودانية في القاهرة، وتحت إشراف منظمة الصحة العالمية، لتوفير العلاج والغسيل لمرضى الكلى من السودانيين بمصر، حجم الدعم أكثر من ثلاثة ملايين ونصف دولار، وتجري الاستعدادات لتنزيل المبادرة أرض الواقع، ليستفيد منها الآلاف الذين يدفعون ما يعادل 60 دولارًا في المرة الواحدة للغسيل، ويحتاجون إلى غسلتين أو أكثر في الأسبوع.

يوم السبت الثاني من أغسطس بالقاهرة، شاركت في ورشة أقامها اتحاد السكري السوداني، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للسكري لإقليم المتوسط وشمال أفريقيا، الذي يقوده السفير البروفيسور محمد علي التوم، أحد العلماء السودانيين في مجال طب السكري والغدد الصماء، بالشراكة مع جمعية السكري الخيرية السعودية، وجمعية السكري صعيد مصر، وبحضور ممثلي منظمة الصحة العالمية الإقليمين والدوليين.

 ناقشت الورشة سبل التعاون الإقليمي بين المنظمات في الدول الثلاث، وبلورة خطة عمل قصيرة المدى، ووضع إستراتيجية متوسطة وطويلة المدى، لتوفير الأنسولين في المرحلة الأولى لقرابة 50 ألف من مصابي السكري السودانيين بمصر، وتدريب حوالي 200 من الكوادر الطبية، وعمل شراكة مع مراكز طبية ومستشفيات مصرية، ورد ذلك في إعلان القاهرة للاستجابة الإنسانية الذي صدر في نهاية الورشة.

كما قام الاتحاد الدولي للسكري لأقليم المتوسط وشمال أفريقيا على هامش الورشة بتنصيب المطرب السوداني طه سليمان، كسفير للنويا الحسنة لمرضى السكري، في تأكيد لدور الثقافة والفنون في التوعية والمناصرة.

آخر قولي إن بروفيسور محمد علي التوم رئيس الاتحاد الدولي للسكري لأقليم المتوسط وشمال أفريقيا، رجل حباه الله بالقدرة على أن يكون شعلة نشاط إنساني، وهو أول من أطلق مفهوم (دبلوماسية الصحة)، قبل سنوات حتى أضحت من ضمن برامج منظمة الصحة العالمية.

المطلوب تطوير المبادرة وتنفيذ مصفوفة توصيات ورشة القاهرة، لتصبح واقعًا يمشي بين مصابي السكري من السودانيين في مصر وفي السودان، وليت مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، كما ظل دائمًا يلتقط المبادرات الإنسانية، أن يجعل مبادرة القاهرة للاستجابة الإنسانية لمرضى السكري السودانيين، ضمن برامجه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى