منظمة إنقاذ الطفولة : أكثر من 75% من أطفال السودان خارج المدارس مع بداية العام الدراسي الجديد
أفق جديد
حذّرت منظمة إنقاذ الطفولة من أن السودان يواجه واحدة من أسوأ أزمات التعليم في العالم، بعدما أظهر تحليل جديد أن نحو 13 مليون طفل من أصل 17 مليونًا في سن الدراسة باتوا خارج مقاعد الدراسة، أي ما يعادل أكثر من ثلاثة أرباع أطفال البلاد.
وقالت المنظمة إن هؤلاء الأطفال، البالغ عددهم أكثر من إجمالي سكان بلجيكا، لم يلتحقوا بالمدارس منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، ما يعني ضياع ما يزيد على عامين ونصف من التعليم الأساسي. ويشمل هذا الرقم سبعة ملايين طفل مسجلين بالمدارس لكنهم غير قادرين على الحضور بسبب النزوح أو انعدام الأمن، إلى جانب ستة ملايين طفل لم يُسجَّلوا أصلًا، ما يجعلهم مهددين بفقدان التعليم بالكامل.
وبينما عاد نحو أربعة ملايين طفل إلى الفصول الدراسية مع إعادة فتح ما يقرب من نصف المدارس في الأشهر الأخيرة، لا تزال 55% من المدارس مغلقة، فيما تُستخدم واحدة من كل عشر مدارس كملاجئ للنازحين. وتحذر المنظمة من أن موسم الفيضانات المتوقع في سبتمبر وأكتوبر قد يؤدي إلى أضرار إضافية في البنية التحتية، ويزيد من صعوبة وصول الأطفال والمعلمين إلى المدارس.
القصة الإنسانية لهذه المأساة تتجسد في تجربة رزان (10 سنوات) ، التي اضطرت مع عائلتها للفرار من منزلها مع اندلاع الحرب. تقول رزان: “عندما غادرنا الخرطوم، ظننتُ أننا سنعود إلى المنزل بعد بضعة أيام. ظللتُ أسأل والدي: متى سنعود إلى مدرستي؟. تألمتُ كثيرًا لضياع عام دراسي كامل. افتقدتُ أصدقائي وفصلي الدراسي كثيرًا.لا أريد حروبًا أخرى. كل ما أريده هو أن أحمل حقيبتي كل صباح وأتعلم أشياء جديدة.
من جانبها، شددت إنقاذ الطفولة على أن استمرار الصراع يهدد بجعل ملايين الأطفال عرضة لمخاطر طويلة الأمد، بينها التجنيد في الجماعات المسلحة والعنف الجنسي وفقدان المهارات الأساسية في القراءة والكتابة.
وقال محمد عبد اللطيف، المدير القطري للمنظمة في السودان: “غالبًا ما يُعتبر التعليم في أوقات الأزمات مسألة ثانوية، لكن الحقيقة أن السنوات التي يخسرها الأطفال الآن لا يمكن تعويضها لاحقًا. بالنسبة لكثيرين، يعني ذلك أنهم لن يتمكنوا من إنهاء المرحلة الثانوية، وبالنسبة لآخرين قد يعني أنهم لن يتعلموا حتى القراءة والكتابة. هذه خسارة قاسية لا تُقدّر.استمرار الصراع يعني حرمان ملايين الأطفال من العودة إلى مقاعد الدراسة، وتركهم في مواجهة مخاطر مباشرة وطويلة الأمد، من بينها النزوح، أو الانخراط في الجماعات المسلحة، أو التعرّض للعنف الجنسي.نحن نعمل على إبقاء أكبر عدد ممكن من الأطفال في مسار التعليم رغم الظروف المأساوية التي تمر بها البلاد، لكن حجم التحدي ضخم للغاية. لقد خسر الأطفال بالفعل سنوات حاسمة من التعليم الأساسي، وهو ما ستكون له انعكاسات خطيرة على مستقبلهم. إننا قلقون بشدة على مصير هؤلاء الصغار – بل وعلى مستقبل السودان بأكمله – ما لم يتوقف هذا النزاع فورًا.”
واختتمت إنقاذ الطفولة نداءها بدعوة المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لفرض وقف لإطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وزيادة الدعم الموجه لقطاع التعليم من أجل إنقاذ جيل كامل من الضياع.
وتدير المنظمة حاليًا برامج تعليمية في تسع ولايات سودانية، تدعم عبرها أكثر من 400 مدرسة، وتشمل تدخلاتها توفير التغذية المدرسية والمواد الأساسية، وتأهيل المدارس بالمياه والصرف الصحي، إضافة إلى تدريب المعلمين وتقديم الدعم النفسي للأطفال المتأثرين بالنزوح.