الفيلم السوداني “الخرطوم” في مهرجاني “صن دانس” و”برلين” العالميين
أفق جديد – وسيلة حسين
يُعرض العام المقبل 2025 على منصتي مهرجان “صن دانس” الأمريكي ومهرجان “برلين” الدوليين السينمائيين، الفيلم الوثائقي السوداني الطويل “الخرطوم”، من إنتاج مؤسسة “سودان فيلم فاكتوري” ويحوي قصصا ملهمة ومعقدة للحياة السودانية في الأمل والحلم والصمود خلال العقد الأخير في 10 سنوات من الثورة وأثناء الحرب، من إخراج خمسة مخرجين هم أنس سعيد، راوية الحاج، إبراهيم (سنوبي)، تيمية أحمد، و(فِل كوكس) في تجربة سينمائية نادرة.
يروي الفيلم سيرة خمسة شخصيات شديدة التباين، تعيش وتعبر عن مجتمع المدينة، في بلد مزقته الحرب ومدينة واحدة هي الخرطوم، في آخر عهد بها وبمثابة وداع، موظف حكومي، بائعة شاي، مُسعف مواكب وطفلا شوارع، ينخرطون في زخم مواكب الثورة وارهاصات هواجس الحرب وصمودا ورفضا للانقلاب.
“نتمنى أن يجد الفلم أفضل التقدير من الجمهور وأن يعكس قوة العمل التضامني، وقدرتنا كسودانيين – وعبر سودان فلم فاكتوري – في خلق عمل جماعي، ومساهمة صادقة حول الأسئلة المعاصرة التي تخص مسائل الهوية والإبداع”. يقول المنتج وليد علاء في حديث مع “أفق جديد” ومن ثم يضيف: “عملنا ما يقارب الثلاث سنوات في أحلك الظروف، كأننا نودع ونوثق لواقع الخرطوم قبل اندلاع الحرب، ويأتي إختيار الفلم للعرض في مهرجاني “صن دانس” و”برلين” في بدايات 2025 كأكبر نجاح لكل الجهد الذي بذله هذا الفريق الكبير المكون من المنتجين والمخرجين ومديري الإنتاج، بالإضافة للمونتير يوسف جعبة ذي الأصول الفلسطينية”.
وتعمل مؤسسة “سودان فيلم فاكتوري” على تدريب الشباب على أساسيات صناعة الفيلم في السودان، وتقدم دعمها التقني والمعرفي واللوجستي لصناع الأفلام.
“سودان يا غالي” .. فيلم للصداقة ورسالة حب للسودان

بعد مشاركته في مهرجان البندقية السينمائي مؤخرا، افتتح الفيلم الوثائقي “السودان يا غالي” للمخرجة التونسية هند المدب، الدورة الأخيرة من مهرجان “أجيال” السينمائي الذي عقد في الدوحة، وتلقى فوزا مستحقا بجائزة الجمهور.
يوثق “السودان يا غالي” لصعود الثورة السودانية الطاغي خلال الأعوام الخمس الأخيرة وللجهد الدرامي والملحمي الكثيف الذي بذله السودانيون لتغيير الواقع والحلم بكل شيء من خلال تعقبه لحركة أبطاله المفعمين بالأمل والممتلئين شعرية ووفاءً، “شجن سليمان ومها الفكي وأحمد مزمل وخطّاب أحمد” سودانيون في العشرينيات من أعمارهم، يؤكدون أن جيلا جديدا يتشكل لا بالحماسة وحدها، ولكن أيضا بالوعي السياسي والأخلاق والطموح ويعمل على التغيير سلميا وفي مواجهة سلطة باطشة تحمل سجلا رهيبا من العنف والقتل، يقامونها فقط بالكلمات والأناشيد وبالأجساد التي تسد الشوارع والأرصفة لتفتح طريقا للمستقبل.
تفتح المدب عدستها على شعريتي الصورة والكلمة إبان حراك وإصرار السودانيين على منح الثورة والنضال طابعا جماليا. تقول في الملف الصحفي الخاص بالفيلم، “إلقاء الشعر في السودان أمر طبيعي. إنه أشبه بأن تتنفس. الشعر في السودان أداة من أدوات المقاومة، يظهر في الحوارات والشعارات على الجدران”. تضيف: “يقع السودان على تقاطع العوالم التي ترددت عليها منذ طفولتي. غادر والداي شمال أفريقيا في السبعينيات بحثاً عن الحرية في أوروبا، هذا الفيلم عن كيفية مواجهة هذا التغيير المستحيل، وعن الوقوف في وجه جيش قوي، وأخيراً عن مدى قدرة حركة سلمية على إسماع صوت المواطنين العزل”.
يكافح الفيلم طوال مدة عرضه في 78 دقيقة، لالتقاط الأجواء المبهجة والتوثيق للحظات الحيوية والمفعمة بالمشاعر الطاغية في المواكب وحتى تلك الصادمة بعد فضّ الاعتصام والنجاة من مجزرة القيادة العامة وبدا نذيرا للحرب الحالية التي بدت أكثر وحشية وقتلا.
تؤكد المدب أن الفيلم ضمن مشروع إعادة صياغة التخييل الجمعي لإحداث التغيير في عقول الجمهور ونقل لتجربة الثورة الشبابية السودانية وتقاسم لحظاتها مع المتلقي وهو رسالة حب للسودان وفيلم للصداقة.