ثروات تُهرب.. ويجوع أصحابها

ندى أبو سن
ندى أبو سن

بعد مرور أكثر من عشرين شهرا على اندلاع القتال في السودان وتفاقم الأزمة الانسانية وارتفاع معدلات الجوع والتشرد على السودانيين ما يزال طرفا القتال يصران على مواصلة حربهم القذرة وتجاهل ما يعيشة الشعب السوداني من معاناة ولم يكتفيا بتدمير البنى التحتية والدمار والخراب الذي طال كل شيء وقتل أكثر من مئة وخمسين ألف شخص في هذه الحرب وتشرد أكثر من ثلاثين مليون سوداني، حيث تقول الأمم المتحدة ان حياة السودانيين اضحت على المحك وان هناك حاجة عاجلة للمساعدة قبل فوات الأوان، كما تقول منظمات دولية ان اكثر من خمسة وعشرين مليون سوداني يعانون من نقص الغذاء، 

كما يعاني أكثر من ثلاثة ملايين طفل من سوء التغذية، ووسط كل هذة الاوضاع يظل طرفا القتال لا يعبئان بمصير السودانيين الذين أجبرتهم الحرب على ترك منازلهم فاصبحوا نازحين ولاجئين في الداخل ودول الجوار بينما تتمدد الحرب في كل يوم حتى طالت معظم الولايات.

وتحذر المنظمات الدولية من الجوع في السودان بينما تنكر سلطات بورتسودان وجود مجاعة رغم الشهادات التي تتواتر وتؤكد ان بعض السودانيين يأكلون أوراق الأشجار حيث أعلنت المنظمات العاملة في دارفور ان مستويات الجوع بلغت حدا غير مسبوق وذكرت ان هناك مجاعة في معسكر زمزم للاجئين.

 أما في ولاية الجزيرة فانعدم العلاج والمواد الغذائية وان توفرت فهي باهظة الثمن فاضحى المواطنون فريسة للجوع والفقر بعد ان حرموا من الإغاثة التي يتم بيعها في بورتسودان، حيث تحدثت مصادر لصحيفة التغير الالكترونية عن ضلوع موظفين ومسؤولين وسياسيين في بيع الإغاثة في بورتسودان إلى تجار من جنوب السودان وارتريا وإثيوبيا بواسطة اشخاص ينتمون إلى حركتي جبريل ابراهيم وزير المالية ومنى اركو مناوي حاكم اقليم دارفور. وهما اكبر الداعمين للحرب الآن لما يجنونه من ثروات من خلالها على حساب الضعفاء من ابناء الشعب السوداني، هذا بالاضافة إلى عمليات النهب التي تعرضت لها الإغاثة وهي في طريقها إلى مستحقيها حيث ذكرت المصادر ضلوع جبريل ابراهيم في هذا العمل الاجرامي، وكانت مصادر قد ذكرت ان الإغاثة شملت الخيام المجهزة بافضل الوسائل والامكانيات التي كان يمكن ان تخفف على المواطنين الازدحام وانعدام الخصوصية في مراكز الايواء التي تفتقر إلى ابسط الخدمات ولا يتلقى النازحون فيها أي نوع من العون الإنساني ذلك بالرغم من ان الإغاثة المنهوبة اشتملت على الطعام والدواء والكساء ولكن 

بسبب الفاسدين يحرم المواطنون من حقوقهم بعد ان تم تشريدهم من بيوتهم وحرمانهم من مرتباتهم ومصادر دخلهم وزاد انتشار الامراض من معانتهم، حيث انتشرت الحميات والكوليرا وداء العيون الذي انتشر في الولاية الشمالية عقب السيول والأمطار. 

ويعيش الآن نازحو ولاية الجزيرة في الشمالية في هذا البرد القارس في خيام ودون أي رعاية وخدمات من الجهات المعنية. وفي كل يوم يمر على هذه الحرب تتعقد أوضاع السودانيين في الداخل والخارج وتزداد معاناتهم ويتعرضون إلى المزيد من المخاطر خاصة مع تمدد رقعة القتال والمجاعة وانهيار الوضع الصحي، بينما يتعنت الجيش والدعم السريع ويرفضان الذهاب إلى عملية تفاوضية لانهاء الازمة، 

كل هذا يحدث وسط تجاهل من المجتمع الدولي والإقليمي للوضع الإنساني السيء وغير المسبوق في العالم للسودانيين خاصة مع تطور الصراع في السودان إلى سباق دولي لتحقيق المصالح والاستئثار بثروات السودان التي تهرب إلى دول العالم دون رقيب في ظل هذه الأوضاع البائسة التي يعيشها الشعب السوداني الذي يحرم من ثرواته، حيث نشط خلال هذه الحرب نافذون من الكيزان في تهريب ثروات البلاد من الذهب والمحاصيل الزراعية، ومورست كافة انواع الفساد، كما تسربت مؤخرا مقاطع فيديو لعمليات بيع بنك السودان للعملة المستبدلة من المواطنين إلى تجار الكيزان واعادة استبدالها ليجنوا الأرباح الطائلة على حساب المواطنين المغلوبين على أمرهم الذين نهبت أموالهم خلال عملية استبدال العملة وظلوا يحرمون من أبسط حقوقهم من قبل قلة من اللصوص وأصحاب المصالح المتشابكة التي تستأثر بثروات البلاد وهم يشكلون سلسلة قوية مترابطة للحفاظ على ما نهبوه عبر الاستمرار في هذه الحرب القذرة التي اريد بها القضاء على ثورة ديسمبر المجيدة والهروب من العدالة والانتقام من المواطنين الذين اسقطوا نظامهم. 

تستمر معاناة المواطن السوداني الذي قتل ونهب وقهر وانتهكت أعراضه من طرفي القتال دون يجد من يسانده أو يبكي عليه. 

وحرب السودان هذه أظهرت جرائم الكيزان وكشفت المستور والمخفي منذ سنوات الانقاذ الاولى وفي كل يوم تتكشف للشعب السوداني حقائق جديدة تؤكد فساد وإجرام الحركة المسيلمية وسبب اصرارها على العودة الى السلطة مهما طالت معانته.

ندى ابو سن

تخرجت من كلية الاعلام بجامعة الخرطوم التطبيقيه في علم ١٩٩٩ و عملت بصحيفة الصحافة السودانية في عام ٢٠٠٧ ككاتبه مقالات حره ثم عملت بصحيفة الحقيقة ككاتبة عمود اجتماعي بعنوان (ومضه) اتعاون الان مع عدد من الصحف الإلكترونية حيث اكتب مقالات سياسيه تحليلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى