نقطة تحول في حرب السودان

أفق جديد

أمس الأول، السبت، أعلن الجيش السوداني إعادة سيطرته على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، بعد نحو عام من دخول قوات الدعم السريع إليها.

وتمثل معارك الجزيرة نقطة تحول في الحرب التي بدأت في أبريل 2023، والتي خلقت واحدة من ‏‏أكبر الأزمات الإنسانية.

وشهدت الولاية الوسطية سلسلة من الهجمات الانتقامية والمجازر ضد المدنيين.

في الأثناء كثف الجيش السوداني جهوده لاستعادة أكبر مصفاة في البلاد، وتقع بمنطقة الجيلي، بمدينة بحري، شمال العاصمة الخرطوم. 

من جهته وعد حاكم دارفور المتحالف مع الجيش ميني أركو ميناوي بمواصلة العمليات العسكرية لتحرير جميع المناطق التي لا تزال تحكمها قوات الدعم السريع.‏

وأقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو بأن قواته فقدت ود مدني، قائلاً إن  “خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب”.

‏من جانبها، وصفت وزارة الخارجية السودانية استعادة ود مدني بأنها انتصار مهم.‏

‏وقالت الوزارة في بيان إن “الانتصار يدل على بداية نهاية الكابوس الذي أثقل كاهل الشعب السوداني منذ ما يقرب من عامين ممثلا بالميليشيا المتمردة”.‏

في غضون ذلك، نشر جنود الجيش السوداني مقاطع فيديو من داخل مقر قيادة الفرقة الأولى للقوات المسلحة، فيما نشر نشطاء مقاطع فيديو تظهر احتفالات مواطنين داخل المدينة، كما عمت احتفالات ومسيرات فرح الكثير من المدن داخل السودان، بما في ذلك عطبرة وبورتسودان وأم درمان وكوستي، فيما احتفلت بعض الجاليات السودانية بالخارج باستعادة مدني.

‏وكثف الجيش السوداني حملته لاستعادة الجزيرة في الأشهر الأخيرة بعد استعادة ولاية سنار. وشن عملية برية واسعة منذ مطلع العام الجاري.

وكانت ‏ قوات الدعم السريع قد سيطرت على ولاية الجزيرة في ديسمبر 2023 ، بعد انسحاب الجيش السوداني من مدني.‏

و‏يأتي دخول مدني من قبل الجيش بعد أيام من اتهام الولايات المتحدة لقوات الدعم السريع ‏‏بارتكاب إبادة جماعية‏‏ في البلاد، حينما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها “قتلت بشكل منهجي رجالا وفتيان، بمن فيهم رضع، على أساس عرقي”، و”استهدفت عمدا النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي”.‏

ويصف مراقبون إعادة السيطرة على مدني بأنه أكبر مكسب للقوات المسلحة السودانية منذ ما يقرب من عامين من الحرب.‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى