التسويات السياسية وفشل  إنهاء الصراع في السودان

بلا قناع

حاتم أيوب أبو الحسن
حاتم أيوب أبو الحس
بلا قناع

شهد السودان عدد من التسويات السياسية منذ فجره الاول بداية باديس ابابا واخيرا بجدة  في السعودية التي لم تنتهي فصولها رغم المبادرة التركية الجارية كانت الاسباب  واضحة تتلخص في الاختلالات في السلطة والحكم في السودان منذ تأسيس الدولة القديمة علي أنقاض رؤية الاستعمار الذي أسس لمنهج تطوير  الأزمة السياسية الطويلة التي لم تنتهي حتي كتابة هذا المقال فإن أسس تلكم التسويات جميعها تخاطب المطالب وتهمل نصوص التأسيس والتي تنتهي بمعالجة بما يعرف بالازمة السياسية لإحداث الثورة الديمقراطية والتغيير وبناء الميلاد الجديد للدولة علي أسس  المواطنة بديلا لدولة الإقطاع …

تلك التسويات في ان تنتشل السودانيين من تلكم البراثن الي آفاق موحدة لتأسيس وبناء مؤسسات الدولة فإن كان هناك أسباب وعوائق لابد من معالجات و إزالتها قبل التفكير في مسارات لتسوية جديدة لأن فرص تأسيس الدولة وفقا للمعطيات اليوم في أضيق حلقاتها مقارنة بالفرص التاريخية التي تم ضياعها بعدم الرغبة و الإرادة الوطنية في التأسيس .
تم انقسام السودان الي نصفين و يكاد  لان يصبح أكثر من ذلك   هنا وجب إعادة كل الرؤي والأفكار والخطط القديمة حتي لا تكرر الاخطاء السابقة.
إن بناء رؤية متكاملة نحو  التسوية السياسية لأن تكون تاريخية وتخاطب كل الاختلالات والأزمات و تقتلعها من الجزور ويبني علي ذلك أساس التأسيس السليم كما البلدان الأخري المؤسسة فنحتاج لالتزام وإرادة حتي تثني بناء عقائد جديدة  للمؤسسات والمجتمعات  تحت طائلة
سيادة القانون وارتداء  الاتحاد الفدرالي هو السبيل الا نجع لصناعة الدولة لأن المطالب بطبيعتها في التسويات السياسية تهمل القضايا الجوهرية وبالذات أن كان التفاوض علي أساس الامتلاك والمنح علي أساس الفصائل والكتل السياسية ام العسكرية هي التي تكون فاشلة قبل توقيعها لأنها لا تتناسب مع تطلعات السودانيين الجديدة المتجددة بعد الحرب التي ستنتهي يوما ما. إن الدولة الموحدة علي أساس الشعار الذي يوحد السودانيين   الآن هو  (السلام الحرية والعدالة)
لأن هناك من يريد تجديد وإزاحة الأسباب المعيقة لانهاء الأزمة
بعد انجلت الرؤية كاملة بعد حروب مستمرة لأكثر من ستين عام كان التمرد الاول في توريت الاستوائية اغسطس   1955 حتي اخر تمرد في الخرطوم ابريل  عام 2023 إن اعتبرت تلكم الفترة هي كافية انجلت فيها  تجليات الصراع  من أجل السلطة والحكم ورغبة السيطرة تعدد فيها الأهداف السياسية الاقتصادية والاجتماعية
وتتمظهر فيها الرغبة الشديدة لتوظيف السلطة واحتكار الدولة  والسيطرة عليها واستخدام السودانيين كأدوات في هذا  صراع عبر عقائد وافكار عاطفية للحشد و التحشيد والاقتتال واول الخطي نحو الحل المنطقي الموضوعي لابد نفند طبيعة الاصطفاف والتحالفات هنالك قوة سياسية وعسكرية  صاحبت افكار شريرة  ومصالح تقاتل توفني لأهدافها أيضا هناك شعب يريد وطن يسعه وتتوفر فيه الحياة بديلا للموت المجاني .
هنا وجب في معادلة الطرف الأخير صاحب الجلد والراس والدولية  مشروع جديد يكون فيه الاصطفاف  لمن هم يؤمنون بتأسيس الدولة وعودتها من اختطاف الأطراف الاولي
هنا يجعل الساحة السياسية السودانية  امام مشروعين دون تشتيت الجهود وتبديد الاشياء التي يجب أن ندخرها للبناء لأن الأطراف الاولي الداعمة للحرب
تقاتل لتحافظ عن الامتيازات علي حساب الوطن كله واخر يناضل يفني من أجل بناء وطن للجميع هي الحلقة المفقودة اليوم لأن مشروع الحرب استطاع أن يجتر الأغلبية البسيطة  للانخراط معه في حربه لدواعي  عاطفية وفكرية معطوبةالدخول لاي تسوية سياسية لم يكن فيه أجندة الوطن وشعبه العليا ستلحق بقطار الفشل المستمر كمال التسويات السياسية التي تعيد نفسها وتوسع في هوة تعمق ادوات الصراع الدائر كالساقية عليه يجب كسب الوقت والتخلي عن المراوغة السياسية وتكتيهاتها
التي تكون فاشلة في لحظات التأسيس الفارغة ووضع لبنة الاوطان فبعد فشل كل التسويات علي مر التاريخ السياسي في السودان لانهاء الأزمة ,فلابد من البحث والتعمق في الأسباب و المعادلات  ثم الخطيط لأي عملية تفاوضية جديدة لتشمل الروية الموحدة المتضمنة لكل القضايا و الاختلالات  تموضعها بنهج سياسي صحيح لأن تكون قابلة للتنفيذ الفوري تجنب الإبهام  تلخيص   القضايا لانهاء الأزمة السودانية الطويلة التي أتاحت لها الظروف لأن تنتهي رغم الحرب المشتعلة
فإن القرارت الدولية بفرض عقوبات لقائدي الحرب في الاسبوع المنصرم يعني عزلهم من أي عملية سياسية تفاوضية في المستقبل مهما تمسك قائدي الحرب للفوز بالسلطة انقضي الأمر .
سيكون محور عددنا القادم
بلا قناع ودون ك دمول
حاتم ايوب ابوالحسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى