دواعش السودان والإفلات من العقاب

ندى أبو سن

ندى أبو سن
على ذات نهج التخويف والإرهاب، وممارسة السيطرة والأحكام خارج إطار القانون، تسير الحركة اللا إسلامية. صور دامية وجرائم مروعة، ومذابح بشعة لأهالي كنابي الجزيرة، ولجان المقاومة، ومواطني جنوب السودان، ملأت الوسائط بعد استعادة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة.
وكانت قد سبقت هذة الجرائم البشعة، مذابح في كل من الحلفايا وأمدرمان والدندر وسنجة، ولكن أحداث الجزيرة أرسلت عمدًا لتخويف السودانيين، وتخويف الدول التي تدعم الدعم السريع، كما نوة لذلك الإرهابي الناجي مصطفى، خلال مطالبته بتسمية رئيس وزراء وقيام مجلس تشريعي، بعد ختام المؤتمر الأخير لحزب المؤتمر اللا وطني المحلول، ليؤكد هذا التنظيم الداعشي في كل يوم وحشيته ومدى عنفه وبشاعته. غير إن الفرق في هذة المرة كان عدم التستر على هذه الممارسات التي ظل المتأسلمون يحرصون على إخفائها طوال عقود تمكينهم. ولكن من المؤكد أن هناك من كان يعرفها خاصة أهالي المناطق التي سادت فيها النزاعات المسلحة لفترات طويلة، كجنوب السودان وجنوب كردفان ودارفور، الذين عايشوها ويعرفون جيدًا هذا النوع من الإرهاب الذي مورس عليهم من مليشيات الحركة الإسلامية والجيش السوداني المختطف. ويعرفها أيضًا من قبعوا داخل بيوت الأشباح ومعتقلات جهاز الأمن من المناضلين الذين عارضوا هذا التنظيم الإرهابي لثلاثين عامًا، ومنهم من قضى نحبه داخل بيوت الأشباح، ومنهم من خرج بعاهة مستديمة، أو فاقدًا لعقله. وعرفنها نساء السودان من خلال قانون النظام العام، الذي يخالف أحكام الدين الإسلامي التي تنهي عن التجسس والتحسس على عورات المسلمين. وعرفها الثوار في ٢٠١٣، الذين قتلوا وسحلوا بعنف وبطش كبيرين، كما عرفها ثوار ديسمبر الذين قنصوا كالطير، بينما أفلت قتلتهم من العقاب تاركين لأسر الشهداء الوجع والأسى، كما عرفت إرهابهم الدول التي فجرت سفاراتها وبواخرها، ومن تعرض رؤساها لمحاولة الاغتيال. كما عرف إرهابهم كذلك أعضاء تظيمهم الإجرامي ممن صفوهم بتفجير الطائرات والتسميم والحوادث المدبرة.
تنظيم يمارس الجرائم المنظمة والإرهاب ضد أعضائه، وضد الدول والمواطنين العزل، ويحكم عليهم بالموت دون محاكمات أو تحقيق، ويميز بين مواطنيه بقانون عنصري بغيض كقانون الوجوة الغريبة.
تحت ضغط الإدانات الواسعة للجرائم التي شهدتها ولاية الجزيرة، أدانت حكومة الأمر الواقع ببورسودان أحداث الجزيرة الإرهابية، وأصدرت أمرًا بالتحقيق الذي لا شك أنه سينتهي إلى ما انتهت إليه لجنة أديب في التحقيق عن جريمة فض اعتصام القيادة، وإن تمت إدانات سيفلت حتمًا القتلة من العقاب، كما أفلت قتلة الأستاذ أحمد الخير، ودكتور محجوب التاج، وغيرهم من قتلة الثوار.
وقد برر عدد من أبواق المتأسلمين وفلولهم ما حدث بعد استعادة مدني من جرائم بأنه رد على أفعال الدعم السريع في الجزيرة، ولكن مهما بلغت جرائم الدعم السريع صنيعة الإسلامويين، فهي لم تصل حد قطع الرقاب على الهواء مباشرة وبقر البطون وربط الأطفال على البلوك ورميهم في النيل.
وكلا الطرفين بلا شك ارتكب جرائم حرب ضد المدنين السودانيين، وبلا أدنى رحمة، لكن يظل المسؤول الأول عن كل ما حدث ويحدث الآن في السودان، هو الحركة اللا إسلامية الإرهابية الداعشية.

ندى ابو سن

تخرجت من كلية الاعلام بجامعة الخرطوم التطبيقيه في علم ١٩٩٩ و عملت بصحيفة الصحافة السودانية في عام ٢٠٠٧ ككاتبه مقالات حره ثم عملت بصحيفة الحقيقة ككاتبة عمود اجتماعي بعنوان (ومضه) اتعاون الان مع عدد من الصحف الإلكترونية حيث اكتب مقالات سياسيه تحليلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى