توحش الحرب 

كلمة العدد

بدأت هذه الحرب في التوحش وباتت أطرافها لاتأبه لاي من القوانين والأديان المنظمة لحياة البشر، ودخلت بذلك مرحلة جديدة، يصعب التكهن بمآلاتها، لانها نخرت في عضم المجتمع وتغلغلت في النفوس وتشي المشاهد التي تنقل عبر الوسائط بان شريحة واسعة من المجتمع تطبعت مع مشاهد إراقة الدماء، والسحل والقتل وتسعد وتهلل لذلك.

مشاهد الأطفال الذين يهللون ويكبرون على شخص يذبح، وآخر يعدم بالرصاص بالغة الخطورة وسيحصد ثمارها أي نظام قادم لحكم هذه البلاد عن عادت يوما الى طبيعتها واراد الناس ممارسة حياتهم الاعتيادية، فبجميع نظريات علم النفس ان هذا الطفل او تلك الطفلة لن بشرا سويا،وبالمقابل ذلك الذي جمع والداه او اشقاءه امامه أشلاء جراء القصف العشوائي كيف سيقابل الحياة ويستقبلها.

 نعم نعلم أن الحرب ليست مجرد استخدام للعنف والقوة، بل إنها “إيغال في توحش القوة” كما يقول د. الطيب بوعزة، هذا الإيغال في استخدام العنف وما ينجم عنه من ارتكاب لفظائع وأفعال سادية تخالف الفطرة والطبيعة الإنسانية ومقتضيات الشرع والعقل دفع العديد من الفلاسفة والأدباء إلى إعادة التفكير في التاريخ البشري والطبيعة الإنسانية بما هي طبيعة خيّرة وعاقلة تميز الإنسان عن باقي الكائنات الحية.

 ويدفعنا نحن إعادة تعريف الشخصية السودانية المجبولة على حب الخير والمتسامحة والطيبة حتى ظنها من هم حولنا طيبة اقرب للسذاجة، اين كان يكمن كل هذا الشر في نفوسنا ولماذا تولدت هذه الطاقة الجبارة من الكراهية وبغض الآخر لدرجة وصلت بنا  الى هذه المربعات التي تجعل المرء في حيرة من أمره.

غلبت وتغلبت على الجميع تصرفات يسودها العداء والبطش بالآخر وعدم تقبله وفرض رأي السلاح على العقل وسيادة مبادئ التكفير على التفكير، وتخوين الآخرين وتنصيب (الأنا) كسياف وخصم وحَكم في آن، وانعدم الأمن والأمان النفسي والمجتمعي.

تدهورت الاخلاق وذبحت الشهامة والكرامة من الوريد الى الوريد، وبات الطمع والجشع والتربص بالآخر مسيطرا حتى على مستوى المعاملات الفردية،وماعاد بيننا الذي يستمع للاخر ويقبله نغضب لاتفه الأسباب ويخرج شرر كلماتنا لابسط خلاف او اختلاف تفشت ثقافة اسفل المدينة، وتسربت الى ونساتنا العامة مفردات كان الانسان يعف ان يقولها لنفسه، انحطت الاخلاق وهتك الستر وبات انشغالنا بكشف عورات الناس هو الشاغل.

وجب على من تبقت قليل من القيم والاحساس بالوطن، من السياسيين والاكاديميين الذين لايخربون الاستراتيجي من أجل التكتيكي الانتباه والعمل من أجل محاصرة هذا الخطر الداهم الذي سيمزق هذه البلاد وينهي هذا الشعب، من خلال العمل الجاد على تحديد عدو هذه البلاد الحقيقي، والعمل على هزيمته بشتى السبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى