تصفية الخصوم أحد أهداف الحرب 

ندى أبو سن
ندى أبو سن

ندى أبو سن 

 منذ بداية الحرب التي أشعلوها تعمد المتأسلمون استهداف خصومهم السياسيين بالتصفية، وكانت أبرز هذه الاستهدافات بالتصفية استهداف منزل عضو مجلس السياده آن ذاك الهادي إدريس في يونيو ٢٠٢٣ وذكرت مصادر أنه كان في وقت القصف قياديين بالمنزل من قوى الحرية والتغيير من بينهم الباش مهندس خالد عمر يوسف. 

ولكن مشيئة الله أنجتهم وانحسرت الخسائر في جزء من المنزل والسيارات. وقد أثار الحادث وقتها عدة تساؤلات. وذكر الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية في بيان إن طائرة حربية للجيش قصفت منزل عضو مجلس السيادة الهادي إدريس الذي كان يدعم الاتفاق الاطاري ويعمل مع جهات سياسية في سبيل وقف الحرب.

واستمر استهداف الخصوم السياسيين خلال فترة الحرب وإلى يومنا هذا 

وظلت الاعتقالات والتصفيات في صفوف السياسيين ولجان المقاومة والصحفيين مستمرة. وكانت نقابة الصحفيين قد أصدرت عدة بيانات منذ بداية الحرب تنعى فيها عددًا من عضويتها آخرهم الكاتب والإذاعي الدكتور يحيى حماد الذي توفي جراء التعذيب وحرمانه من علاجه داخل معتقلات الجيش. 

وأخرى تشجب فيها اعتقال عدد من الصحفيبن من بينهم الصحفي صديق دلاي الذي ظل محتجزا لدى استخبارات الجيش لنحو عام دون محاكمة والصحفي أحمد يوسف التاي الذى اعتقل تعسفيًا بعد مقال كان قد ذكر فيه الانتهاكات التي تمت بحق المواطنين بمدينة الدندر. 

هذا بالإضافة إلى إلاغتيالات التي تمت بحق قيادات حزبية في مناطق بعيدة عن مناطق العمليات كاغتيال عضو حزب المؤتمر السوداني المحامي صلاح الطيب، وكان حزب المؤتمر السوداني قد حمل مسؤولية اغتياله للجيش حيث اقتادته الاستخبارات العسكرية وعدد من الشباب من قرية العزازه ثم اطلق سراح الشياب بعد تعرضهم للتعذيب الشديد. وقال أحد الشباب إنه ترك المحامي صلاح مغمى عليه داخل مدرسة كانت تستغل كمقر للتعذيب، وتم إبلاغ أسرته بوفاته بعد ثلاثة أسابيع من دفنه. وقد جاء اغتياله متزامنًا مع التعديلات والصلاحيات الواسعة لقانون جهاز الأمن التي تستهدف قمع دعاة وقف الحرب من المدنيين وقد منحت هذه التعديلات سلطات واسعة في الاعتقال التحفظي والاستجواب والمصادرة وحظر النشاط التجاري ومنحت الحصانة وعدم المساءلة لضباط وأفراد جهاز الأمن عن الجرائم التي قد يرتكبونها. 

وكان النائب العام قد أصدر قائمة بأسماء عدد من السياسيين والصحفيين والناشطين ولجان المقاومة المطلوبين لدى سلطات حكومة الأمر الواقع ببورسودان من بينهم رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك وعدد من قيادات أعضاء القوى المدنية لوقف الحرب تقدم.

وأعادت هذه التعديلات السلطات لجهاز الأمن التي كانت قد ألغتها حكومة الثورة الانتقالية.

وكان حزب الأمة القومي قد أعلن في وقت لاحق عن اغتيال القيادي بالحزب آدم بشير آدم تحت التعذيب الذي كان قد تم اعتقاله بتهمة التعاون مع الدعم السريع، كما قتل قبل عدة أيام وبطريقة بشعة بأم روابة من قبل قوات الجيش ومليشيات المؤتمر الوطني القيادي الأهلي بحزب الأمة الاستاذ أحمد الطيب، وكان الرجل في السبعين من عمره وتم قطع رأسه ومنع المواطنين من الاقتراب منه لساعات وهو يسبح في دمائه.

 كما تم اعتقال واغتيال أعداد كبيرة من أعضاء لجان المقاومة في مناطق السودان المختلفة، وقد طالت الاعتقالات أعضاء لجنة المعلمين في كل من بورسودان والقضارف. 

كما طالت أيضًا لجان الخدمات التي تعمل على توفير الغذاء والخدمات للنازحين في مناطق النزوح ومناطق القتال المختلفة في استهداف واضح للناشطين في العمل الإنساني والإغاثي والمدنيين، وتتم هذه الحملات المسعورة بشكل ممنهج وعلى فترات من بعدها يتم إعلام الأسر بالوفيات تحت مبررات مختلفة وبعد دفن المقتولين بعدة أسابيع وأحيانًا بعد شهور .

وكان فولكر تورك المفوض السامي لحقوق الإنسان قد تحدث عن مقتل ثمانية عشر شخصًا بينهم سيده منذ سيطرة الجيش والمليشيات التابعة له على مدينة بحري .

ثم تلا ذلك مشاهد الذبح التي ظهرت على الوسائط وأمام شاشات القنوات وتم توعد سكان حي الحاج يوسف بالذبح من أحد عناصر الجيش على شاشة قناة الحدث الاخبارية. وقد أكدت عدة مصادر أن هناك أعداد كبيرة من المواطنين في المناطق التي دخلها الجيش قد تعرضوا للقتل وأن هناك ممارسات بشعة استهدفت أعدادًا كبيرة من المواطنين على أساس جهوي وعرقي وسياسي ي تأكيد على أن هذه الحرب العنصرية القذرة الهدف الرئيس منها هو تصفية الثورة والثوار والتنكيل بالشعب السوداني الذي أسقط نظام المتأسلمين في وقت يفلت مجرموها من قتلة الثوار من العقاب. 

وقد أجمع المراقبون أن هناك تبادلًا للأدوار في إذلال وتهجير المواطنين وقهرهم وتصفيتهم ما بين قوات المليشيا والجيش حيث يمارس طرفا الحرب نفس الممارسات تجاه المواطنين، خاصة بعد استعادة ود مدني والمصفاة وبحري، حيث اختلفت تكتيكات الجيش ولوحظ إخلاء قوات المليشيات لمواقعها المختلفة لتأتي قوات الجيش من بعدها لبسط سيطرتها على عكس ما كان قد حدث عند دخول المليشيا لمدني وشرق الجزيرة وسنجو وسنار، حيث ظلت مليشيات المتأسلمين تستهدف المواطنين وتعتبرهم متعاونين بعد إخلاء الدعم السريع للمواقع التي تدخلها وتقوم بذبحهم في مشاهد مروعة لإخافة الشعب السوداني وإرهابه. 

 في كل يوم يمر على هذه الحرب تتضح أهدافها بجلاء حيث يتم استغلال الحرب من قبل المتأسلمين للتخلص من جميع خصومهم السياسيين ومؤخرا بدأوا التخلص من عناصر القوات المتحالفة معهم في الحرب تمهيدًا لإحكام قبضتهم على السلطة حال انتهائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى