طرق الخلاص “مسدودة”‏

اضطرت أطباء بلا حدود إلى وقف برنامج التغذية لحوالي ألف طفل يعانون من سوء التغذية بسبب الهجمات على زمزم

بحلول مايو المقبل من المتوقع أن يواجه 24.6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد

تؤثر المجاعة بالفعل على  مناطق سودانية بما فيها ثلاث مناطق في شمال دارفور

في العام الماضي وفقا للاتحاد الأفريقي تم نقل حوالي 431 ألف طفل إلى المستشفى بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم

 

أفق جديد

الأسبوع الماضي هاجمت قوات الدعم السريع معسكر زمزم للنازحين في ظل تصاعد الصراع مع الجيش السوداني.

وأفاد السكان والعاملون الطبيون أن قوات الدعم السريع تهدف إلى تعزيز قبضتها في دارفور، حتى مع خسارتها مواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم.

وشهد هذا الأسبوع هجمات متعددة على المعسكر مما أدى إلى سقوط قتلى وإعاقة العمليات الطبية.

وأشارت منظمة أطباء بلا حدود أن السفر إلى المرافق الطبية أصبح مستحيلاً الآن بسبب العنف، مؤكدة مقتل سبعة أشخاص نتيجة للعنف، بينما يقول السكان إن عشرات الأشخاص ربما قتلوا.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن الأطباء لا يستطيعون إجراء العمليات الجراحية داخل زمزم، وأصبح من المستحيل الوصول إلى المستشفى السعودي في الفاشر، الذي تستهدفه قوات الدعم السريع بشكل متكرر.‏

وقالت القوات المشتركة في بيان الخميس الماضي إنها لم تكن موجودة في المعسكر

وفي حين تخطط قوات الدعم السريع لإنشاء حكومة موازية، يستمر الوضع الإنساني في التدهور مع مخاوف النزوح والمجاعة، والتي تفاقمت بسبب انقطاع المساعدات وانسداد طرق الهروب.

و‏أدت الحرب المستعرة منذ 15 أبريل 2023 في السودان إلى “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” ، حيث يعاني مئات الآلاف من الأطفال من سوء التغذية الحاد الوخيم ، حسبما أعرب الاتحاد الأفريقي في 11 فبراير 2025.‏ 

وخلفت الاشتباكات عشرات الآلاف من القتلى مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص.

‏وقال محمد بن شمباس، رئيس الفريق الرفيع المستوى المعني بالسودان التابع للاتحاد الأفريقي: “لقد أعاق القتال المستمر في السودان منذ بداية الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023 الوصول إلى المساعدات الإنسانية، وأدى إلى نقص الغذاء وتفاقم الجوع، وتعرض الأطفال والنساء للإيذاء المستمر، ويفتقر كبار السن والمرضى إلى المساعدة الطبية”. وتابع: “هذه أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.‏

‏بالنسبة للاتحاد الأفريقي، لا يمكن إنهاء هذه الحرب إلا “الحوار السياسي بين السودانيين، وليس الخيار العسكري”.

ووفقا للمنظمة الأفريقية تم نقل حوالي 431 ألف طفل إلى المستشفى في عام 2024 بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم، بزيادة قدرها 44 في المئة مقارنة بعام 2023.

وفي يوم الاثنين 10 فبراير 2025، اتهمت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع بعرقلة إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى منطقة دارفور المهددة بالمجاعة.‏

وتؤثر المجاعة بالفعل على خمس مناطق سودانية، بما في ذلك ثلاث مناطق في شمال دارفور، ومن المتوقع أن تنتشر بحلول مايو 2025 إلى خمس مناطق أخرى في الولاية، وفقا لوكالات الأمم المتحدة استنادا إلى تقرير حديث لنظام تصنيف الأمن الغذائي.

ووفقا للتصنيف الدولي من المتوقع أن يواجه 24.6 مليون شخص، “مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد” بحلول مايو المقبل.‏

ويهدد الصراع بتقسيم السودان بعد أن أغرق نصف السكان في المجاعة وأدى إلى نزوح أكثر من خمس السكان منذ أبريل 2023.‏

وبعد نحو 22 شهرا من اندلاع الحرب في أعقاب صراع على السلطة بين الفصيلين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا في غرب السودان وجزء كبير من منطقة كردفان المجاورة. يسيطر الجيش على شمال السودان وشرقه، وحقق مؤخرا مكاسب كبيرة في الخرطوم.‏

ووفقا لمختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة، واصلت قوات الدعم السريع أيضا غاراتها وهجمات الحرق العمد في القرى المحيطة بالفاشر في الأسابيع الأخيرة.‏

ووجد مختبر ييل أن أكثر من نصف المباني في سوق زمزم الرئيسي دمرت بطريقة ترقى إلى الحرق العمد.

ونزح عشرات الآلاف من الأشخاص، ولجأ الكثير منهم إلى زمزم، مما زاد عدد سكان المخيم إلى مليون نسمة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.‏

على ذلك قالت كليمنتين نكويتا سلامي، وهي مسؤولة رفيعة المستوى في الأمم المتحدة في السودان، يوم الخميس إنها “صدمت من الهجمات على مخيم زمزم للنازحين وإغلاق طرق الإجلاء”.‏

وتتأثر جهود الغوث الآن أيضا بتجميد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وفقا للأمم المتحدة وعمال إغاثة آخرين.‏

وكانت منظمة أطباء بلا حدود، وهي واحدة من المنظمات الإنسانية القليلة العاملة في المنطقة، اضطرت إلى وقف برنامج التغذية لحوالي 6 ألف طفل يعانون من سوء التغذية لأن الهجمات على زمزم أدت إلى ارتفاع الأسعار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى