رحل الهداف وبقيت الأسطورة..

 الكرة السودانية تودع “الرمح الملتهب، علي قاقارين”

ودّعت كرة القدم السودانية، صباح الأربعاء، أحد أعظم نجومها في العصر الذهبي، حيث توفي نجم الهلال والمنتخب القومي السوداني ، الدكتور حيدر حسن حاج الصديق، الشهير بـ علي قاقارين، في العاصمة المصرية القاهرة عن عمر ناهز السبعين عامًا. ويمثل رحيله خسارة فادحة للرياضة السودانية، حيث كان رمزًا لجيل ذهبي سطّر إنجازات لا تُنسى على المستطيل الأخضر، قبل أن يواصل مسيرته في المجال الدبلوماسي.

بزوغ نجم

وُلد علي قاقارين في مدينة أم درمان، معقل كرة القدم السودانية، حيث نشأ في بيئة تعشق المستديرة. بدأ مسيرته الكروية في سن مبكرة، وانضم إلى نادي الهلال عام 1966، ليصبح بسرعة أحد أبرز مهاجمي الفريق. لقب بـ “الرمح الملتهب” بفضل سرعته الفائقة ومهاراته الاستثنائية التي أرعبت حراس المرمى.

لم يكن لقبه الأشهر “علي قاقارين” صدفة، بل جاء تيمّنًا برائد الفضاء السوفييتي يوري جاجارين، الذي كان أول إنسان يسافر إلى الفضاء عام 1961. جاء هذا التشبيه نتيجة صعوده السريع في عالم كرة القدم، حيث كان أشبه بـ”رائد فضاء” في الملاعب، بفضل قفزاته العالية، تسديداته القوية، وقدرته الفائقة على تسجيل الأهداف.

محطات ذهبية 

خلال مشواره مع الهلال، لعب قاقارين دورًا محوريًا في العديد من البطولات المحلية والقارية، حيث سجل أكثر من 350 هدفًا خلال 12 عامًا، ليصبح الهداف التاريخي لمباريات القمة بين الهلال والمريخ، بعد تسجيله 19 هدفًا في شباك المريخ خلال الفترة بين 1967 و1976.

أما على الصعيد الدولي، فقد تألق بقميص منتخب السودان في حقبة السبعينات، وكان أحد نجوم بطولة كأس الأمم الأفريقية 1970، التي استضافها السودان وحقق لقبها للمرة الوحيدة في تاريخه. سجّل قاقارين هدفه الأول في البطولة أمام إثيوبيا خلال المباراة الافتتاحية، وساهم في قيادة السودان للنهائي، حيث توج الفريق باللقب بعد الفوز على غانا بهدف دون رد.

 أسطورة التهديف

يُعد علي قاقارين الهداف التاريخي لديربي السودان، حيث تميّز بمواجهاته المثيرة أمام المريخ. استطاع تسجيل 19 هدفًا في مرمى الغريم التقليدي، وهو رقم قياسي ظل صامدًا لأكثر من 40 عامًا. هذه الأرقام جعلته واحدًا من أكثر اللاعبين تسجيلاً في تاريخ الكلاسيكو السوداني، حيث كان دائمًا الحاسم في المباريات الكبرى.

لم تتوقف مسيرة قاقارين عند كرة القدم فقط، بل امتدت إلى مجالات أخرى، حيث جمع بين الرياضة والعمل الدبلوماسي. حصل على درجة الدكتوراه في الإدارة، وأصبح أول لاعب كرة سوداني يتقلد منصب سفير، حيث شغل عدة مناصب دبلوماسية مثل سفير السودان في عدة دول، ليواصل مشواره في خدمة بلاده خارج المستطيل الأخضر.

برحيل الرمح الملتهب، تفقد الكرة السودانية أحد أعمدتها التاريخية، ولكن سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الجماهير، سواء بأهدافه الحاسمة، ألقابه المميزة، أو إسهاماته في الساحات الرياضية الدبلوماسية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى