“اليونيسف”: حتى الرضع يتعرضون للاغتصاب في الحرب
أفق جديد
دعت منظمة اليونيسف إلى جهود دولية عاجلة لحماية ودعم الأطفال في السودان وكشفت في بيان صحفي 3 مارس 2025، عن تجاوزات جنسية صادمة ووخيمة بحق أطفال لا تتجاوز أعمارهم السنة من بين الناجين من الاغتصاب في خضمّ النزاع العنيف في السودان.
وقالت المنظمة في تقرير محدث إن رجالًا مسلحين اغتصبوا الأطفال واعتدوا عليهم جنسياً، بما في ذلك الرضع الذين لا تتجاوز أعمارهم عاماً واحداً.
أظهرت بيانات جمعها مقدمو الخدمات للناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان، بحسب البيان، صورة مؤلمة للأزمة التي يتعرض لها الأطفال؛ حيث تعرض 221 طفلًا لحالة اغتصاب منذ بداية عام 2024.
ويقول التقرير إن أرقام الحالات المسجلة لا تمثّل إلا جزءاً صغيراً من إجمالي الحالات، فغالبًا لا يرغب الناجون وأسرهم في الإبلاغ عمّا جرى أو لا يستطيعون ذلك بسبب صعوبة الوصول إلى الخدمات والعاملين للمساعدة والتوثيق، أو الخوف من الوصم الاجتماعي وتخلى الأسرهم والمجتمعات، أو الخوف من انتقام الجماعات المسلحة، بسبب تسريب المعلومات.
دعت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إلى اتخاذ إجراءات فورية، وقالت: “إن تعرض أطفال بعمر السنة للاغتصاب من قبل رجال مسلحين هو أمر جلل وانتهاك مروع للقانون الدولي وقد يرقى إلى مستوى جريمة حرب”.
وأضافت: “يواجه ملايين الأطفال في السودان خطر الاغتصاب وأشكالاً أخرى من العنف الجنسي، إذ يُستخدم كتكتيك حرب. هذا لا بدّ أن يتوقف”.
كشف التقرير أن 66 بالمئة هنّ إناث، مثلن 147 فتاة من بين 221 طفلاً أُبلغ عن تعرضهم للاغتصاب في تسع ولايات مختلفة، وأن 16 ناجياً تحت سن 5 سنوات، منهم 4 أطفال بعمر سنة واحدة.
كما أُبلغ عن 77 حالة إضافية من الاعتداء الجنسي على الأطفال، معظمها محاولات اغتصاب، بما في ذلك ارتفاع خطر العنف الجنسي داخل مجتمعات النزوح.
ودعت راسل أطراف الحرب لوضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، وقالت إن العنف الجنسي واسع النطاق في السودان وقد زرع الرعب في قلوب الناس، وخاصةً بين الأطفال: “هذه الندوب الناتجة عن الحرب هائلة وستدوم طويلا”.
وثّقت اليونيسف للعشرات من شهادات العيان عن العنف الجنسي وإفادات من ناجين أطفال تعرضوا للعنف الجنسي خلال اجتياح المدن، أو أثناء الفرار من الخطر، أو أثناء احتجازهم من قبل رجال مسلحين.
وتطالب المنظمة حكومة السودان وجميع الأطراف بتنفيذ التزاماتها في حماية المدنيين، خاصة الأطفال، وإيقاف استخدام العنف القائم على النوع الاجتماعي بما في ذلك العنف الجنسي كتكتيك من أساليب الحرب، والسماح للعاملين في المجال الإنساني بتقديم المساعدات والخدمات المنقذة للحياة، وإتاحة الدعم والاستجابة الانسانية للأسر “الوقت ينفد لوقف أزمة العنف الجنسي في السودان التي تستشري وتضرّ بالأطفال وتترك إرثاً وخيماً مستداماً”.