أفق ثقافي
الإشراف: محمد إسماعيل
مشوار الحكاية الأولى لآخر الحكايات مع الأديب حمور زيادة
أفق ثقافي – متابعات
ضمن ليالي رمضان بمركز التسامح، أُقيمت جلسة مع الكاتب الروائي حمور زيادة، ضمن أمسيات الإمتاع والمؤانسة الرمضانية. أدار الأمسية القاص حسام هلالي.
استطاع القاص والروائي حسام هلالي محاورة حمور زيادة، وأن يغوص معه في عوالمه الروائية والخاصة، رغما أن حمور كان حذرا في هذا الاتجاه. واستطاعا معا أن يخرجا جلسة خفيفة الروح لم تصب الحضور بالسأم أو الملل والضجر لدرجة أن الحضور فضل البقاء لثلاث ساعات متواصلة.
كذلك لم يكن هنالك حجر على الفرص المختلفة من الجمهور من مقدم الندوة مما أضفى جوا حواريا راقيا بين الحاضرين، والمنصة سمحت فيه بمداخلات مختلفة ومتباينة لم تحاصر بالزمن كعادة الكثير من الندوات.
أشارت الجلسة إلى التطور الكتابي لدى حمور زيادة ثم نظرت إلى بداياته الأولى في (الكونج) التي نشرت 2010 ثم حكايات أمدرمانية، ومن ثم شوق الدرويش والغرق. يشير كل ذلك إلى التطور الملموس مما يدل على أن حمور زيادة استطاع أن يتفاعل مع منتجه الإبداعي والكتابي وأن هناك حالة اتساق مع عوالمه الروائية والقصصية.
استطاع حمور من خلال هذا الحوار أن يضيء بعض جوانب إنتاجه الأدبي المتميز المتمثل في رواياته ومجموعته القصصية.
ويرى أن فيلم ستموت في العشرين المأخوذ من قصته (الموت تحت قدمي الجبل)، نجح مخرجه أمجد أبو العلا في نقل أجواء القصة إلى فيلم سينمائي. أما بالنسبة لروايته الاخيرة (حادثة عيش السرايا وما يتعلق بها من وقائع مسلية) لم يأت ذكرها إذ أنها طبعت قبل شهور ولم يتسن للحضور قراءتها إذ لم يكن هناك حديث عنها سوى عنوانها الطويل.
وحول الترجمة يرى حمور أن الترجمة لها القدرة على نقل النص الروائي إلى قارئ مختلف وتستطيع أن تبدع إبداعات جديدة حتى أنه استشهد بترجمات إلى الإنجليزية، وأشار إلى رواية مائة عام من العزلة لماركيز وقال: الذين اطلعوا عليها باللغة التي كتبت بها – الإسبانية – لم يستمعوا بها، ولكن عندما ترجمت إلى الإنجليزية أضفت عليها بعدًا جديدًا.
وهو يعتقد أيضًا أن ترجمة رواية (الغرق) إلى الفرنسية وهي فازت بجائزة يرى أن هذا الأمر راجع إلى المترجم، إذ أن نفس هذه الرواية لم تجد الاحتفاء في العربية وهو لا يميل إلى مقولة (أن الترجمة خيانة للنص).
وقال: صحيح هناك بعض الصعوبات تواجه المترجم..
وأشار إلى تجربة ترجمة روايته الغرق إلى الإيطالية وقال إن المترجم كان يناقش معه بعض الأشياء التى تخص الزراعة في شمال السودان.
وحول موضوع تاريخانية الرواية تحدث فيه بوضوح وقال: دعونا نتفق أني أكذب عليكم فأنتم توافقون على أني أكذب عليكم، وأن نتعامل مع هذه الكذبة.
ولكن عليك أن تسأل هل كانت الطريقة التي كتبت بها كانت جميلة أم لا. إن كانت جميلة فأنا أبدعت إنتاجا أدبيا. وإن لم تكن فهذه هي المشكلة.
وأضاف: هناك فرق بين التاريخ والرواية التي تجعل أحداثها في التاريخ. فمن أراد التاريخ فليذهب إليه في الكتب. ومن أراد الأدب هذا هو الأدب. وعليك أن تنتقد النص الروائي بأني لم أنجح في الكيفية التي حكيت بها الحكاية.
حريم الطيب صالح في مركز التسامح
أفق: متابعات
……..
في إطار النشاط الثقافي بالقاهرة نظم مركز التسامح للتدريب وتطوير القدرات والمهارات يوم الأربعاء الخامس من شهر مارس، ومن ضمن فعاليات ليالي سوداني الرمضانية، ندوة خاصة لمناقشة وقراءة في كتاب الناقدة ميسون عبد الحميد (حريم الطيب صالح دراسة من منظور نسوي ما بعد الاستعمار). واعتمدت على رواية الطيب صالح (موسم الهجرة إلى الشمال) في كتابها تمضي قدماً لتضيف خطوات جديدة في مشوار تساؤلات عن ماهية القهر والسيطرة الكيفية التي يتعين بها وطرائق اكتشافها في المنتجات الثقافية وخاصة النصوص الأدبية.
الكاتبة تتبنى أكثر من منهج النقد الثقافي ومن منجزات المدرسة النسوية الما بعد الاستعمارية ومن منهج الاختلاف بعد الكولونيالية.
أدار الأمسية الصحفي خالد سعد، وفي بداية الجلسة تحدثت الكاتبة عن النظرية النسوية وأشارت إلى أن الكتاب أصلا يبحث في النظرية النسوية ويحاول أن يعتمد الخصوصيات المحلية في نظرته لموضوع النسوية. وفي ذلك ركزت على مساهمات ما بعد الكولونيالية في نقد الخطاب الاستعماري. وتوقفت بشكل كبير عند كتاب إدوارد سعيد في كتابه الاستشراق.. وترى أن هنالك مفكرون صاغوا صورة تعبر عن الآخر غير الأوروبي، كالشرق على سبيل المثال.
وتحدثت إنها اشتغلت على رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) التي تقول عنها (أنها تصنف ضمن الكتابات المضادة للاستعمار). وتوضح أن النساء في رواياته ليس مجرد رموز للشرق الساحر، لكنهن قويات مؤثرات صانعات للتغيير.
وشهدت الندوة مداخلات من الحضور أغلبها احتجت على عنوان المحاضرة، حول لماذا استخدمت الكاتبة لفظ الحريم بدلا من النساء. فعبارة حريم في رأيهم عنوان غير موفق بل وصادم ومنافٍ لروح العصر.
بوهيمي في شوارع القاهرة
———–
متابعات:
دشن الكاتب الشاب إبراهيم أحمد الإعيسر مساء الخميس الماضي حفل توقيع كتاب (بوهيمي في شوارع القاهرة) وقام بمحاورة المؤلف كل من الروائية والقاصة هناء متولي والكاتبة الإعلامية سيسليا جوزيف بمقهى عندليب الثقافي في مدينة فيصل بالقاهرة.
المقهى الذي تأسس حديثا كأحد مشاريع الناشر السوداني (دار عندليب للطباعة والنشر والتوزيع) ليمثل أنشطتها الثقافية والعلمية وعرض إصداراتها السنوية.
سيرة ذاتية للكاتب قال عنها: “هذه السيرة لم أكتبها بإرادة مسبقة أو تخطيط استراتيجي ولم أختار كتابتها في هذا الوقت بالتحديد لأن من العادة أو كلاسيكيا السيرة الذاتية للكتاب لا تكتب في بدايات مشروعهم.. بل تراكم المأساة التي عشتها بالأخص ما بين فترة الحرب وحياتي لاجئ في القاهرة دون امتيازات تقدمها من الواجب الإنساني دائرة الهجرة هي ما ولدت كتابتها. ويذكر أن الروائي إبراهيم الإعيسر كاتب وناقد وصحفي متعاون لدى الصحافة الثقافية. كتب العديد من المقالات النقدية والأوراق البحثية في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية، كما عمل محكما في بعض الجوائز الأدبية وفي لجان إجازة النصوص لبعض دور النشر بالقاهرة. صدرت له رواية (جاموكا) من دار ببلومانيا للنشر والتوزيع ٢٠٢١م كما صدر له مؤخراً في العام ٢٠٢٤م من دار الرحمة للنشر والتوزيع كتاب (أبستمولوجيا الجنون والفنون).
المركز الثقافي اليمني بالقاهرة يحتفي بكتاب (عمى الذاكرة) للكاتب حميد الرقيمي
——–
أفق جديد: متابعات
أقام المركز الثقافي اليمني بالقاهرة الأسبوع الماضي حفل توقيع كتاب (عمى الذاكرة) للكاتب اليمني حميد الرقيمي، وشهدت الأمسية حضورا نوعيا من المثقفين السودانيين واليمنيين.
أدار الأمسية عمار المعلم وتحدث كل من الإعلامي السوداني عبد المنعم الكتيابي والأستاذ ياسين سعد.
الروائي حميد الرقمي شهد كثيرا من فصول الحرب الدامية عندما كان في اليمن قريبا من جبهات القتال الملتهبة، يبدو في هذه الرواية شاهدا على قسوة ما يعانيه ملايين اليمنيين سواء في ذلك من يعيشون في اليمن أو من غادرها.
الرواية التي اختار مؤلفها (عمى الذاكرة) عنوانا لها، تسلط الضوء على ما تخزينه الذاكرة اليمنية عن بؤس الحرب وقسوة الواقع وانسداد الأفق أمام اليمنيين بخاصة فئة الشباب الذين أجبرتهم ظروف الحرب على البقاء تحت وطأتها أو الهروب بحثا عن الخلاص. وأكد المتحدثون أن الكاتب وظف عدة تقنيات سردية في بناء الرواية.
يذكر أن الروائي حميد الرقيمي ولد في محافظة إب باليمن، ويعتبر من أبرز الكتاب والشعراء في الأدب اليمني المعاصر. يتميز بأسلوبه الأدبي المتفرد الذي يمزج بين الأصالة والحداثة حيث يعكس في كتاباته قضايا المجتمع اليمني ويغوص في عوالم الإنسان وهمومه.