لابد أن يدفع أحدهم الثمن

من على الشرفة

طاهر المعتصم

taherelmuatsim@gmail.com

 

وهدير المظاهرات في شوارع الخرطوم في أبريل 2019، وسقوط البشير واعتلاء البرهان السلطة، سألت أحد قيادات نظام البشير والإخوان المسلمين، ماذا أنت فاعل، رد أن شيخ علي كرتي قد نظم الأمور مع القيادة الجديدة لفترة شهرين يستطيع الإخوة أن يرتبوا أمورهم، بحثت عن تأكيد للمعلومة فوجدت تطابقًا تامًا عند زميل، السيد كرتي صاحب مئات قطع الأراضي ووزير خارجية أسبق ومتهم محظور من قبل وزارة الخزانة الأمريكية.

في الوقت نفسه الذي دفع فيه أحمد هارون نائب رئيس الحزب الحاكم وقتها والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، بقوات لفض اعتصام القيادة العامة في الثامن من أبريل 2019، وعندما التقى الراحل الإمام الصادق المهدي، الذي لوح بأنها سيصلي الجمعة في القيادة العامة مع المعتصمين، رد هارون (لن تجد أحدًا)، لكن تقديرات المولى خالفت تقديرات (هارون)، والرجل خاضع للعقوبات الأمريكية وكانت هناك جائزة لمن يدل عليه، وقبلها مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.

مقطع فيديو لرئيس الأركان السابق الفريق هاشم عبدالمطلب وهو يخضع للتحقيق بواسطة قائد الدعم السريع، يؤكد أنه حركة إسلامية منذ أن كان ملازمًا، وأن عوض الجاز وعلي كرتي ونافع علي نافع والزبير محمد الحسن هم قادته، وأمروه ألا يقوم بانقلاب درءًا للدماء، يبدو أن الرجل لم تتوفر له المعلومات الكافية بالاتفاق الوارد في الفقرة الأولى من هذا المقال.

ورمضان يجرجر عشرته الأخيرة، والشباب السوداني السلمي معتصم أمام قيادة قوات الشعب المسلحة، انفتحت أبواب الجحيم فجرًا قتلًا واغتصابًا وغرقًا في النيل، الدعم السريع اعتقل لواء ملحق به خلال تلك الأحداث، اللواء أحد منسوبي الحركة الإسلامية وضابط بالجيش.

العام 2019 في نهايته، تهبط مطار الخرطوم القيادية بالحركة الإسلامية سناء حمد، ويكلفها الأمين العام للحركة بالتحقيق في أحداث التغيير، وتقوم بالمهمة وتقول إنها حققت حتى مع القيادات العسكرية، وتتلي على كل من حققت معه أقواله، كما ذكرت في برنامج قبل شهور، سناء نفسها قالت لمذيع قناة الجزيرة إن لا بأس من التفاوض مع قوات الدعم السريع إن جنحوا للسلم، أما القوى المدنية لا طريق للتفاوض معهم.

في 21 سبتمبر 2021 محاولة انقلابية تكاد تطيح بالسلطة الانتقالية، يتم التفاوض مع الانقلابيين، وينزع فتيل الأزمة، وتتسرب الأقوال في المحكمة التي جرت، وعند الحرب تجد المدانين في المحاولة الانقلابية في مقدمة الصفوف.

انقلاب أكتوبر 2021 كان بتمويل من قيادة الدعم السريع، وحشد لبعض القادمين من اتفاق جوبا، يمسكون بالمايكرفون ويهتفون (الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع)، يحدث الانقلاب وفي خلال 72 ساعة، يكتشف من موله أن هناك انقلابين أحدهم معلن والآخر خلف الأكمة، يعود عبره النظام السابق كما قال حميدتي .

مسودة وثيقة دستورية من اللجنة التسيرية لنقابة المحامين، تتطور لتصبح الاتفاق الإطاري، يبشرنا به قائد الجيش، لكن في التوقيع نجد أنه يوقع منفردًا وقائد الدعم السريع يوقع منفردًا.

إفطارات رمضانية في العام 2023 يتحدث فيه بعض أهل الإسلام السياسي عن استعدادهم لقطع الطريق على الاتفاق الإطاري المزمع، وتواصل التحشيد خلال الشهر الفضيل، الطرف الآخر الدعم السريع أيضًا واصل تحشيده ووصل إلى مدينة مروي شمال السودان.

في تقديري أن أهداف هذه الحرب السياسية لمشعليها لم تتحقق بالسرعة التي كانوا يعتقدون أنها يمكن تنتهي بها، في قول 6 ساعات وفي رواية العطا أسبوعين، كما أن تغير المشهد بفاعلين آخرين من حركات جوبا المسلحة وغيرها، ومحاولة الفريق ياسر العطا التي أشار إليها الفريق البرهان مؤخرًا، بمحاولته تأسيس تحالف سياسي عماده مجموعات شبابية ديسمبرية، وتأني البرهان في تشكيل حكومة والاتيان برئيس وزراء من قبل الحاضنة السياسية المتنوعة ما بين إسلاميين وحركات جوبا المسلحة ومليشيات أخرى، تسبب في تذمر البعض.

خصوصًا حديث الدكتور عبدالحي يوسف، الأخ المسلم، الذي قال إن لديهم إسلاميين في مكتب قائد الجيش، قائد الجيش بحسب معلومات أسس قوة مكان ثقته تلقت تدريبات رفيعة المستوى.

خلاصة القول إن هذه الحرب التي تأثر بها حوالي 15 مليون سوداني وسودانية بشكل مباشر، نزوحًا ولجوءًا، وراهنت عليها دول خارجية، ومجموعات سياسية داخلية، لا بد أن يدفع أحدهم الثمن ولو بعد حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى