“توباك”… قانون البلطجية في مواجهة الثوار
اختطفت السفارة السودانية في ليبيا محمد آدم أرباب الشهير بـ”توباك” باستخدام القوة المفرطة، مما أثار استنكارًا واسعًا من قبل الناشطين السودانيين والمنظمات الحقوقية. يعتبر هذا الفعل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني ومهام السفارات.
طالب المرصد السوداني لحقوق الإنسان والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالإفراج الفوري عنه، مؤكدين أن “توباك” تقدم بطلب لجوء ويخضع للحماية الدولية.
تضامنت منظمات دولية مع قضيته، ووصفتها بانتهاك صارخ لحقوق الإنسان،
من جهتها، صرحت سامية حسن من مجلس الجاليات في طرابلس أن الاعتقال تم بطلب من الحكومة السودانية بسبب اتهامه في قضية مقتل العميد علي بريمة خلال احتجاجات 2022.
وكان “توباك” قد فر من سجن الهدى بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، ووعد بتسليم نفسه لاحقًا عند استقرار الأوضاع لاستكمال محاكمته.
“توباك”… قانون البلطجية في مواجهة الثوار
طرابلس – عبدالله برير
أطلقت السفارة السودانية مسلحين ملثمين مستعملة القوة المفرطة في اختطاف الشاب، محمد آدم أرباب الشهير بـ”توباك”، مخالفة بذلك القانون الدولي الإنساني، وهو الأمر الذي أثار استنكارًا واسعًا.
وعبر ناشطون سودانيون عن استيائهم من الخطوة التي أقدمت عليها السفارة السودانية، ووصفوها بأنها تشكل انتهاكًا واضحًا وغير مقبول لمهام وعمل السفارات والقنصليات، التي يجب ان تلتزم بحماية مواطنيها المقيمين وحفظ حريتهم وسلامتهم.
من جهته طالب المرصد السوداني لحقوق الإنسان بالإفراج الفوري وغير المشروط عن “توباك”، وشدد على ضرورة احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون في التعامل مع الأفراد، وحمل المرصد السلطات السودانية المسؤولية الكاملة عن سلامة “توباك” .
وناشد المرصد بضرورة تحرك المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مطالبًا إياها بالتدخل لإنقاذ حياة “توباك” وضمان سلامة وصوله الي مكان آمن. وأثار الاعتقال تساؤلات حول دور السفارات في حماية المواطنين في الخارج .
وعبر ناشطون عن استيائهم حول مبدأ وطريقة اعتقال “توباك”، ووصفوها بأنها انتهاك خطير للأعراف الدولية، وطالبوا السلطات السودانية والليبية باتخاذ التدابير اللازمة لسلامة “توباك” .
وأثار اختطاف “توباك” استنكارًا واسعًا من قبل هيئة الدفاع والمنظمات الحقوقية التي اعتبرت أن احتجازه داخل مبنى السفارة وتسلميه بالقوة بشكل غير قانوني يعد انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي .
وأكدت هيئة الدفاع عن “توباك” في بيان أن موكلها كان قد تقدم بطلب لجوء لدى مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأمر الذي يجعله تحت حماية دولية، وأن هذا الفعل يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتجاوزًا لصلاحيات السفارة الدبلوماسية .
وطالبت هيئة الدفاع السلطات الليبية بمنع ترحيل “توباك” والإفراج الفوري عنه، كما ناشدت المفوضية لشؤون اللاجئين للقيام بواجبها في حماية موكلها.
وتضامنت المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية والمدافعون عن حقوق الإنسانفي بيان مع قضية “توباك”، منادين بسرعة التحرك للإفراج عنه .
وأشارات هيئة الدفاع إلى ضرورة متابعة القضية بكل الوسائل القانونية، ووعدت بالإعلان عن كل التطورات التي تتعلق بالقضية، واختتمت بيانها بالقول: “سينجلي ليل الظلم وتشرق شمس العدالة”.
وذكرت رئيسة المرأة السودانية بمجلس تنسيق الجاليات في طرابلس، سامية حسن حامد، أن الاعتقال جاء بطلب من الحكومة السودانية، وأنه مرتبط بجريمة قتل عمد سابقة حدثت في السودان.
يُعتبر “توباك” أحد المتهمين في قضية مقتل العميد شرطة علي بريمة، الذي قُتل خلال احتجاجات شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم في عام 2022، وقد ظل رهن الحبس الاحتياطي حتى اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
بعد اندلاع الحرب، تمكن “توباك” من الفرار مع آلاف السجناء من سجن الهدى شمال غرب أم درمان، متجهًا إلى مدينة ود مدني، ثم إلى ليبيا في العام نفسه. وفي أعقاب فراره، بث “توباك” مقطع فيديو تعهد خلاله بتسليم نفسه عند استقرار الأوضاع لمواصلة إجراءات المحاكمة.