تحت شعار: (نحو مسرح عربي جديد ومتجدد)

عودة مهرجان المسرح العربي إلى مصر

سماح طه

أعلنت الهيئة العربية للمسرح عن انطلاق الدورة السادسة عشرة من مهرجان المسرح العربي، التي تستضيفها أرض الكنانة – مصر، في الفترة من 10 إلى 16 يناير 2026.

وقال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبد الله، اختيرت مصر، بما تمتلكه من بُنى تحتية متقدمة وخبرة راسخة في مجال المسرح، لتكون مركزًا لانطلاقة هذه الدورة.

وتعد مصر من أوائل الدول التي استضافت المهرجان، حيث احتضنت دورته الأولى عام 2009، ثم عادت واستضافته مجددًا في عام 2011.

وها هو المهرجان يعود إلى مصر للمرة الثالثة، لتكون مركزًا رئيسيًا لفعالياته في دورة يرتقب أن تكون متميزة على مختلف الأصعدة.

ثلاثة مسارات للعروض

تتميز الدورة السادسة عشرة من مهرجان المسرح العربي بتقديمها العروض المسرحية عبر ثلاثة مسارات رئيسية، على النحو التالي:

المسار الأول مخصص للعروض المتنافسة على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث يحصل العرض الفائز على فرصة افتتاح مهرجان أيام الشارقة المسرحية في دورته المقبلة، إلى جانب جائزة مالية معتبرة.

 وتعد هذه المسابقة من أبرز ملامح المهرجان، لما تمثله من حافز للمبدعين المسرحيين في العالم العربي.

أما المسار الثاني، فهو مخصص للعروض المستضافة غير التنافسية، ويهدف إلى تقديم صورة بانورامية لأحدث ما أنتجته الساحة المسرحية العربية.

 وهذا المسار بمثابة الركيزة الأساسية التي تأسس عليها المهرجان منذ انطلاقته الأولى، لما يعكسه من تنوع في التجارب والأساليب المسرحية في العالم العربي.

ويتم اختيار عروض المسارين الأول والثاني عبر لجنة متخصصة تشكلها الهيئة العربية للمسرح، وتناط بها مهمة فرز وانتقاء أفضل العروض المتقدمة للمشاركة، وفق معايير فنية دقيقة.

أما المسار الثالث، فهو مسار مستحدث خصص للعروض المسرحية المصرية التي لم تتقدم للمشاركة في المسارين الأول والثاني، ويهدف إلى إتاحة الفرصة للجمهور وضيوف المهرجان للتعرف على الإنتاج المسرحي المصري المحلي.

وقد أوكلت مهمة اختيار عروض هذا المسار إلى وزارة الثقافة المصرية ومؤسساتها المسرحية المختلفة.

لا مركزية في تقديم العروض

من أبرز سمات هذه الدورة من مهرجان المسرح العربي، اعتماد اللامركزية في تقديم العروض، حيث من المتوقع أن تتوزع العروض المسرحية، خاصة تلك المنضوية ضمن المسار الثالث، على عدد من مدن جمهورية مصر العربية، ما يسهم في توسيع نطاق الحضور الجماهيري وتعميم التجربة المسرحية على مستوى أوسع.

وستشهد المدن المستضيفة للعروض أيضًا ورشًا تدريبية متخصصة، إلى جانب جلسات نقدية وفكرية تفتح المجال للحوار العميق حول قضايا المسرح الراهنة، وتثري النقاش حول الإنتاج المشاركة.

 تحديات المسرح العربي

تدور برامج المهرجان هذا العام حول مضامين “كلمة اليوم العربي للمسرح”، التي كلف بكتابتها لهذه الدورة المفكر والكاتب المسرحي البروفيسور سامح مهران، أحد أبرز الأصوات الفكرية في المشهد الثقافي العربي.

ومن المنتظر أن تعكس الكلمة رؤيته الفكرية لواقع المسرح العربي، وآفاقه المستقبلية، وموقعه من الحركة المسرحية العالمية، كما يتوقع أن تتناول تحديات المسرح في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تشهدها بعض البلدان العربية، في لحظة مفصلية تتطلب قراءة جادة وتحليلًا معمقًا.

 برنامج ثقافي شامل

 يشتمل برنامج الدورة السادسة عشرة من مهرجان المسرح العربي على معرض للكتاب المسرحي، يتضمن إصدارات الهيئة العربية للمسرح التي تجاوزت 370 عنوانًا، إلى جانب مجموعة من الإصدارات الجديدة التي ستطرح بالتزامن مع فعاليات المهرجان.

بينما أعلنت الهيئة العربية للمسرح عن فتح باب التقديم للمشاركة في المهرجان ضمن أحد المسارين (المتسابق أو المستضاف)، وذلك اعتبارًا من الأول من يونيو وحتى العشرين من نوفمبر 2025، عبر الاستمارة المعدة لهذا الغرض، التي تتضمن الشروط والضوابط، ويمكن الحصول عليها من الموقع الرسمي للهيئة.

وكما جرت العادة، ستقوم الهيئة بنقل فعاليات المهرجان مباشرة عبر موقعها الإلكتروني، إتاحة للمتابعين من المسرحيين والمهتمين في مختلف أنحاء العالم لمواكبة الحدث لحظة بلحظة.

جودة العروض

يذكر أن من المبادئ الأساسية التي تأسس عليها مهرجان المسرح العربي، تطوير الحركة المسرحية والثقافية في الوطن العربي، وهو ما جعل لجان التنظيم تولي اهتمامًا أكبر بجودة العروض ومضامينها، أكثر من الحرص على مجرد انعقاد المهرجان؛ ولعل أبرز دليل على ذلك، قرار إلغاء الدورة التي كان من المقرر إقامتها في تونس، لعدم توفر عروض ترقى إلى مستوى المهرجان وطموحاته.

 يقول البروفيسور سعد يوسف، عضو مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح، إن” أهمية المهرجان تكمن في سعة المجالات التي يغطيها داخل الفنون المسرحية”.

ويشير إلى أنه أصبح اليوم أكبر مهرجان مسرحي على مستوى العالم العربي، لا من حيث عدد العروض المشاركة فحسب، بل أيضًا بما يشمله من نقد تطبيقي، دراسات، كتب، وورش متخصصة في مجالات بحثية متنوعة.

وأضاف يوسف: أن من أبرز مزايا المهرجان أنه ليس ثابتًا في دولة واحدة، بل يتنقل بين العواصم العربية، مما يعزز شمول رؤيته ويعمق تأثيره.

وعبر يوسف عن أمله في أن يشارك السودان في هذه الدورة، تأكيدًا لحيوية المسرح السوداني ودوره في الفضاء الثقافي العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى