قمة الحسم في الدامر
الهلال والمريخ.. ديربي تحت دخان الحرب
أفق جديد
تستعد مدينة الدامر لاحتضان واحدة من أهم مباريات الموسم في السودان، حيث يلتقي قطبا الكرة السودانية الهلال والمريخ، يوم الثلاثاء الموافق 22 يوليو، في مواجهة حاسمة تُختتم بها بطولة دوري النخبة وتُحدد بطل الدوري الممتاز لموسم 2024-2025.
لكن القمة هذا العام تحمل في طياتها أبعادًا تتجاوز حدود المنافسة الرياضية المعتادة؛ فهي ليست فقط صراعًا على اللقب، بل أيضًا قمة للعودة من رحم المعاناة، بعد أكثر من عامين من الحرب التي عصفت بالبنية التحتية والأنشطة الرياضية، ودفعت الجماهير والأندية إلى حافة الغياب التام.
ديربي العودة
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، تعطّلت معظم الأنشطة الرياضية، وأُجبرت أندية الهلال والمريخ على الهجرة الكروية خارج البلاد، حيث لعبا مبارياتهما في دول مثل موريتانيا وجنوب السودان، بعيدًا عن جماهيرهم التي كانت تكابد أزمات الأمن والنزوح والمعيشة.
وتأتي إقامة القمة المرتقبة في ملعب الدامر شمال السودان، كأول ديربي بين الهلال والمريخ يُقام داخل البلاد منذ بداية النزاع، في خطوة رمزية تؤكد سعي الاتحاد السوداني لكرة القدم إلى استعادة النشاط المحلي رغم التحديات اللوجستية والأمنية. هذه المباراة لا تمثل فقط ختامًا لبطولة، بل عودةً رمزية للكرة السودانية إلى أرضها، ومحاولة لإحياء نبض جماهيري تعطّش طويلًا للفرح والمنافسة.
وسط المدن المحطمة وملاعب تحوّلت إلى ثكنات أو مهجورة، ظلّت جماهير الكرة السودانية وفية للعبة رغم كل الظروف. في مخيمات النزوح، في الأحياء المنسية، وحتى على شاشات الهواتف المحمولة، واصلت الجماهير تتبع أخبار الهلال والمريخ، وتحليل المباريات، وتذكُّر أمجاد الماضي القريب.
اليوم، مع عودة القمة إلى الداخل، يشعر الكثير من المشجعين أن كرة القدم قد تكون نافذتهم الوحيدة على الأمل والاستمرارية. يتوقع أن يشهد ملعب الدامر حضورًا جماهيريًا كبيرًا، رغم صعوبات التنقل وظروف المعيشة، فالمباراة ليست مجرد 90 دقيقة، بل حدث ينتظره الملايين لتمنح الجماهير الرياضية لحظة فرح جماعي نادرة، في وقتٍ لا تأتي فيه الأخبار السعيدة كثيرًا بسبب قسوة الحرب الدائرة منذ أبريل 2023.
سيناريوهات التتويج
يدخل نادي المريخ المباراة وهو في صدارة جدول ترتيب بطولة النخبة برصيد 14 نقطة، ويكفيه التعادل أو الفوز لضمان التتويج رسميًا بلقب الدوري السوداني الممتاز والتأهل إلى دوري أبطال إفريقيا 2025-2026. وقد ضمن بالفعل بطاقة التأهل القارية، بصرف النظر عن نتيجة المباراة.
أما الهلال، فيأتي إلى القمة وفي رصيده 11 نقطة، ولا يملك سوى خيار الفوز على غريمه التقليدي، من أجل معادلته في النقاط وانتزاع اللقب بفارق الأهداف، حال جاءت النتائج الأخرى لصالحه.
وتُشكّل هذه المباراة اختبارًا حقيقيًا للطرفين، خاصة في ظل المستويات القوية التي قدمها كل فريق في الجولة قبل الأخيرة، حيث فاز الهلال على مريخ الأبيض بنتيجة ساحقة 5-0، سجل منها النجم محمد عبد الرحمن “الغربال” ثلاثية، فيما أضاف جان كلود هدفين، مما رفع رصيده إلى 11 نقطة.
في المقابل، حقق المريخ فوزًا ثمينًا على الأمل عطبرة بنتيجة 1-0، بهدف قاتل سجله أحمد طبنجة، عزز من صدارتهم وحافظ على فارق الثلاث نقاط أمام الهلال.
لا يقتصر التنافس في الجولة الأخيرة على القمة وحدها، بل يمتد أيضًا إلى بطاقة التأهل الثانية إلى دوري أبطال إفريقيا، والمركز الثالث المؤهل إلى كأس الكونفدرالية الأفريقية.
ويحتل الأهلي مدني والزمالة أم روابة المركزين الثالث والرابع برصيد 11 نقطة لكل منهما، وهو نفس رصيد الهلال، مما يفتح الباب لاحتمال إزاحة الهلال من المركز الثاني إذا خسر أمام المريخ، وفاز أحد الفريقين الآخرين في مواجهتهما الحاسمة.
ويلتقي الأهلي مدني مع الزمالة في مواجهة مباشرة، والفائز منهما قد يضمن بطاقة الكونفدرالية على الأقل، أو حتى التأهل إلى دوري الأبطال إذا تعثر الهلال.ويتم تحديد الترتيب بناءً على نتائج المواجهات المباشرة، وفي حال التعادل، يُلجأ إلى فارق الأهداف.