وباء غامض يضرب معسكرات النازحين في كوستي .. وبلال عالجه بـ”الصبر”
كوستي – أفق جديد
تفشّى وباء غامض في مخيم قوز السلام بمدينة كوستي، جنوب السودان، مسببًا حالة من الهلع وسط آلاف النازحين، لاسيما الأطفال وكبار السن، الذين بدأت تظهر عليهم أعراض خطيرة تشمل الطفح الجلدي، الحمى، القيء، الإسهال، وتقرحات مؤلمة في مناطق حساسة من الجسم.
وبحسب شهادات من داخل المخيم، فإن ما يقارب 70% من السكان أُصيبوا بدرجات متفاوتة من الأعراض، وسط عجز تام في الخدمات الصحية، وانعدام شبه كامل للدواء، ما ينذر بكارثة إنسانية في حال استمرار غياب التدخل الرسمي.
وتداول بعض النازحين رواية تشير إلى أن الحشرة صغيرة الحجم، قد تكون السبب وراء هذا التفشي، غير أن وزارة الصحة الاتحادية لم تصدر حتى الآن أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي هذه المعلومات، بينما تغيب فرق الاستجابة الوبائية عن الموقع رغم مرور أيام على ظهور الحالات.
في مشهد يلخص حجم الألم، قال طفل نازح يُدعى بلال، لم يتجاوز العاشرة من عمره، عبارته التي أصبحت رمزًا للمأساة: “اتعالجت بس بالصبر”. كان بلال يتحدث بعينين غائرتين وجسد تكسوه التقرحات والحمى، وسط غياب تام لأي رعاية طبية.
ويأتي هذا التطور في وقت ينشغل فيه قادة السلطة الفعلية في بورتسودان بصراعات سياسية على المناصب، بينما تغيب الدولة عن واجبها الأساسي في حماية الأرواح، خصوصًا في معسكرات النزوح التي باتت ساحة مفتوحة للأوبئة والموت المجاني.
وناشد النازحين وزارة الصحة وإدارة الطوارئ الوبائية بالتحرك العاجل لإرسال فرق تحقيق واستجابة إلى المخيم، للوقوف على طبيعة المرض واحتواء انتشاره، وتوفير الدعم الطبي والغذائي العاجل للمتأثرين، قبل أن يتحول المخيم إلى بؤرة كارثية لا يمكن السيطرة عليها.