مأساة الفاشر.. وكسر حالة الصمت

وائل محجوب
وائل محجوب

وائل محجوب

  • دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجمعة إلى وقف فوري لإطلاق النار في مدينة الفاشر، حيث يحاصر مئات الآلاف من المدنيين منذ أكثر من سنة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك وفق بيان صحفي إن جوتيريش “مذعور من الهجمات التي لا هوادة فيها” من قبل ميليشيا الدعم السريع على عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية.

  • تأتي هذه التصريحات في وقت كشف “مختبر الأبحاث الإنسانية” بجامعة “ييل” الأمريكية، أن ميليشيا الدعم السريع تقوم ببناء جدار ترابي حول مدينة الفاشر، بهدف إحكام حصارها لها، وتمكن المختبر من خلال صور الأقمار الصناعية، من تحديد أكثر من 31 كيلومترًا من الحواجز الترابية المرتفعة، التي شُيّدت منذ مايو الماضي في مناطق خارج المدينة تسيطر عليها قوات الميليشيا.

إن ما تواجهه مدينة الفاشر من عدوان متواصل يسقط فيه المدنيون، ويلاحق بالقتل حتى من يفكرون بالفرار منها، مع حملة التجويع المستمرة التي أوصلت الناس للموت جوعًا، والاعتماد في الغذاء على “الأمباز”، وهو في الأساس غذاء للمواشي، تعدى مرحلة جرائم الحرب بمراحل، وسط عجز إقليمي ودولي كامل عن القيام بما تمليه عليهم مسؤولياتهم لوقف هذه المذبحة الجماعية اليومية لأهل الفاشر، ويبدو أن مهمة الأمين العام للمنظمة الأممية صارت قاصرة على التعبير عن القلق والذعر.

  • إن الرسالة التي يقولها مسلك المجتمعين الإقليمي والدولي إن السودان ليس مهمًا لكليهما، وترك أهله ليواجهوا أقدارهم في مناطق القتال بلا سند ولا تضامن، ولا تحرك للضغط الكافي والمطلوب على كافة أطراف هذه الحرب لوقفها على أقل تقدير لأسباب إنسانية.
  • إن مأساة الفاشر واستمرار حصارها لما يزيد عن العام، وقطع الطرق أمام وصول المساعدات إليها، وانعدام مقومات الحياة من مستشفيات ودواء وخدمات بسبب الهجوم المتواصل عليها عسكريًا، أحال المدينة إلى مدينة أشباح، يحيط الموت بها وبإنسانها من كل جانب، وهي في البشاعات التي تقع بها لا تقل عن مأساة غزة إن لم تفقها في الوحشية والمذابح، ومع ذلك تحظى غزة باهتمام عالمي يفتقده إنسان الفاشر وأهل السودان عمومًا.
  • إن تحركًا سودانيًا جماعيًا على مستوى العالم بات مطلوبًا، لقيادة حملات إعلامية لعكس ما يدور هناك من مجازر دموية، ولكسر حالة الصمت وتحويل هذه المأساة لنقطة تلاقٍ تتجاوز الاستقطاب الذي يحيط بأهل السودان ويشتت شملهم.

 

وائل محجوب

كاتب صحفي ومحلل سياسي معتمد لدى العديد من القنوات الفضائية العربية وله مساهمات نظرية في القوانين المنظمة لمهنة الاعلام، وقدم العديد من أوراق العمل والبحوث في محاصرة خطاب الكراهية وأخلاقيات مهنة الصحافة عمل مديرا لتحرير صحيفة الأيام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى