السودان يتهم الإمارات بتجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال مع “الدعم السريع”

أفق جديد
اتهمت الحكومة السودانية دولة الإمارات العربية المتحدة بالتدخل المباشر في النزاع الدائر بالبلاد عبر تجنيد وتمويل ونقل مئات المرتزقة الأجانب – خصوصاً من كولومبيا – للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع. وجاءت هذه الاتهامات في مذكرة رسمية بعثت بها بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن بتاريخ 5 سبتمبر 2025، وحصلت أفق جديد على نسخة منها.
وقالت المذكرة إن “التدخل الإماراتي الفاضح” أطال أمد الحرب ودمّر البنى التحتية وألحق معاناة فادحة بالمدنيين، في انتهاك صارخ لسيادة السودان ولقواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، فضلاً عن خرق قرارات مجلس الأمن 1591 (2005) و2736 (2024).
وبحسب الوثيقة، جمعت السلطات السودانية “أدلة واسعة” تُظهر أن ما بين 350 و380 مرتزقاً كولومبياً – معظمهم جنود وضباط متقاعدون – جرى تجنيدهم عبر شركات أمنية خاصة مقرها الإمارات مثل مجموعة الخدمات الأمنية العالمية (GSSG) ووكالة الخدمات الدولية (4SI).
وأشارت المذكرة إلى أن هؤلاء المرتزقة وصلوا إلى دارفور عبر رحلات جوية شغّلتها طائرات إماراتية إلى الصومال وليبيا، ومنها نُقلوا عبر الصحراء إلى السودان. وأكدت أن ما لا يقل عن 248 رحلة جوية بين نوفمبر 2024 وفبراير 2025 استُخدمت لتهريب المرتزقة والأسلحة والمعدات إلى ولايات دارفور وكردفان.
الوثائق التي قدمتها الخرطوم تتهم المرتزقة الكولومبيين بتدريب أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاماً على حمل السلاح والمشاركة في العمليات القتالية، كما تضمنت أدلة على استخدام ذخائر محرمة دولياً مثل الفوسفور الأبيض في معارك الفاشر.
وتحدثت المذكرة عن مقتل 73 مدنياً سودانياً في الفترة بين 22 يناير و11 فبراير 2025 فقط، جراء نيران القناصة والمدفعية والطائرات المسيّرة والاشتباكات المباشرة. كما دُمّر أكثر من 115 مبنى مدنياً.
اتهمت السلطات السودانية الطائرات الإماراتية وشبكاتها اللوجستية بنهب الموارد الطبيعية، بما في ذلك الذهب والماشية والصمغ العربي، فضلاً عن استخدام المرتزقة في تنسيق حملات دعائية وتحريض السكان ضد القوات المسلحة السودانية.
كما صادرت القوات السودانية أجهزة اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية (ستارلينك) من المرتزقة، وخطط عمليات سرية تضمنت إحداثيات مواقع الجيش السوداني وخططاً للاستيلاء على مطار الفاشر.
وأبرزت المذكرة أن وسائل إعلام كولومبية كبرى نشرت تحقيقات تؤكد تورط شبكات لتصدير المرتزقة من كولومبيا إلى السودان برعاية إماراتية. كما دان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الظاهرة، مؤكداً مقتل أكثر من 40 مرتزقاً من بلاده في السودان، داعياً قدامى المحاربين إلى “خدمة وطنهم بشرف وعدم بيع أنفسهم من أجل المال
وطالبت الحكومة السودانية مجلس الأمن بـ:
إدانة علنية لدولة الإمارات
وفرض عقوبات على الأفراد والكيانات المتورطة.
بجانب فتح تحقيق دولي في الجرائم المرتكبة من قبل الدعم السريع والمرتزقة.
واتخاذ إجراءات رادعة تضمن عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.
وأكدت الخرطوم التزامها بالقانون الدولي وحماية المدنيين، محذّرة من أن استمرار التدخل الإماراتي يهدد بجرّ النزاع إلى خارج الحدود وزعزعة استقرار الإقليم بأسره.





