الفاشر.. قتلى وجرحى في صراع الأمتار الأخيرة

أفق جديد

تشهد مدينة الفاشر قتالًا عنيفًا بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، خلال ما بات يُعرف بصراع الأمتار الأخيرة للسيطرة على المدينة المحاصرة والجائعة.

وأفادت مصادر عسكرية لـ”أفق جديد” أن قوات الدعم السريع تسللت إلى الأحياء الشمالية، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح.

وبحسب المصادر، فإن قوات الدعم السريع تسعى للوصول إلى مقر الفرقة السادسة مشاة، الذي بات الحصن الوحيد لقوات الجيش السوداني والقوات المشتركة والمستنفرين.

في المقابل، أكدت مصادر طبية لـ”أفق جديد” أن مستشفيات المدينة تحولت إلى ثكنات عسكرية وتواجه نقصًا حادًا في الكوادر الطبية والأدوية. وأشارت إلى أن الأطباء اضطروا لاستخدام قماش الناموسيات لمعالجة الجرحى في ظل انعدام الشاش والمعقمات.

كما كشفت مصادر عسكرية لـ”أفق جديد” أن نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، قاد الهجوم الأخير على المدينة. وأوضحت أن العميد في قوات الدعم السريع، سالم صالح عيسى، قُتل داخل الفاشر متأثرًا بإصاباته خلال المعارك.

وفي بيان لغرفة طوارئ الفاشر (نشطاء)، تلقته “أفق جديد”، جاء: “تستمر الاشتباكات العنيفة والقصف المدفعي المكثف والمسيرات الجوية في سماء الفاشر لليوم الثاني على التوالي، وسط ظروف إنسانية متدهورة وانقطاع تام لأبسط مقومات الحياة.”

وأضاف البيان: “رغم شدة النيران، يظل صمود وانتفاضة أهل الفاشر هو العنوان الأبرز وسط هذا الجحيم.”

وتابع: “في تصعيد خطير، شهد يوم أمس تسلل مليشيا الجنجويد إلى الأحياء السكنية شمال المدينة، حيث ارتكبت جرائم مروعة بحق المدنيين. فقد قُتل عدد منهم داخل منازلهم في الأحياء الشمالية، فيما اعتُقل آخرون في ظروف غامضة بحي الشرفة.” بحسب ماورد في البيان

من جانبه، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في تغريدة: “ما شاهده نائب قائد مليشيا الجنجويد اليوم من صمود وبطولة أبطال مدينة الفاشر المحاصرة، سيظل درسًا يلقنه التاريخ لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن المواطنين العُزّل.” _ على حد تعبيره _
وأضاف: “لقد ارتجفت قلوبهم قبل أسلحتهم أمام صلابة رجالنا ونسائنا في الفاشر.”
ومع استمرار التدهور الأمني والإنساني داخل المدينة، تتعالى الأصوات الحقوقية والدولية مطالبة بفتح تحقيقات مستقلة حول الانتهاكات الموثقة، وضمان حرية تنقّل المدنيين، وحماية العائلات الراغبة في الخروج بعيدًا عن قيود الجيش السوداني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى