اللاجئون السودانيون في ليبيا ومشكلة التعليم

رضوان بلال

مع اقتراب بداية العام الدراسي، يواجه اللاجئون السودانيون في ليبيا تحديات كبيرة تعكر صفو آمالهم في توفير تعليم جيد لأبنائهم. تتجلى هذه التحديات في عدة جوانب، مما يبرز المأساة التي يعيشها هؤلاء اللاجئون.

يشكو بعض المواطنين الليبيين من استيعاب أبناء اللاجئين في المدارس، حيث يعبرون عن مخاوفهم من إمكانية انتقال الأمراض والأوبئة التي قد يحملها اللاجئون. هذا التذمر يعكس قلة الوعي والتفاهم حول ظروف اللاجئين، ويزيد من حدة التوترات الاجتماعية.

أصدرت وزارة التربية والتعليم قرارًا يشترط الإقامة للتسجيل في المدارس، مما يضع اللاجئين في موقف صعب. فالكثير منهم لا يمتلكون وثائق إقامة قانونية، مما يحرم أطفالهم من حق التعليم. هذا القرار يعد من العقبات التي تعكس عدم التقدير لحقوق اللاجئين.

تتضاعف الأمور سوءًا بسبب صعوبة الحصول على الإقامة، حيث أن الكثير من اللاجئين دخلوا البلاد بطرق غير شرعية. هذا الوضع يجعل من الصعب عليهم تسوية أوضاعهم القانونية، مما يؤثر سلبًا على إمكانية تسجيل أبنائهم في المدارس.

على الرغم من أن بطاقة اللجوء الصادرة من المنظمة الدولية للاجئين تمثل أملًا للاجئين، إلا أنها تفتقر إلى الفاعلية في الواقع. لا تزال هذه البطاقة غير معترف بها من قبل السلطات المحلية، مما يعيق تقديم الخدمات الأساسية.

من المؤسف أن السفارة السودانية في ليبيا غائبة عن المشهد، حيث لا تقدم أي نوع من الدعم أو المساعدة للاجئين. هذا الغياب يزيد من معاناة اللاجئين، الذين يشعرون بالوحدة وانعدام الأمل في تحسين أوضاعهم .

إن الوضع الحالي للاجئين السودانيين في ليبيا يشكل مأساة حقيقية تتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي والسلطات المحلية. يجب أن تُعطى الأولوية لحقوق اللاجئين في التعليم والرعاية الصحية، وأن تُبذل جهود لتعزيز التفاهم بين المجتمعات المحلية واللاجئين. إن الاستثمار في تعليم أطفال اللاجئين هو استثمار في مستقبل أفضل للجميع وأن حرمانهم من التعليم عمل لا تقره الشرائع ولا الضمير الحي .

وكان الله في العون.

*لاجئ في ليبيا 

١٨ سبتمبر ٢٠٢٥م

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى