القرارات الأممية القادمة.. وخارطة الطريق!

وائل محجوب

وائل محجوب

* من المنتظر أن يصوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في السودان، مع إنشاء آلية رقابة دولية مستقلة لضمان التنفيذ، واعتبرت مسودة أولية لمشروع القرار حسب وكالات الأخبار الدولية أن الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين خلال الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023م، جرائم حرب تستدعي الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأدانت المسودة المكونة من 25 فقرة، الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت ضد المدنيين في السودان، وشددت على ضرورة محاسبة المسؤولين عنها، واعتبرتها “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.

* ووفقًا للمسودة فقد ارتكب طرفا الحرب انتهاكات صارخة للقانون الإنساني الدولي، شملت قصف المناطق السكنية والبنية التحتية، والقتل خارج القانون، والهجمات بدوافع عرقية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ودعا المجلس “بحسب مسودة مشروع القرار” إلى وقف فوري وكامل وغير مشروط لإطلاق النار، وإنشاء آلية مستقلة لمراقبة تنفيذ ذلك، وإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية، والتوصل إلى حل تفاوضي وسلمي للصراع، وإطلاق عملية انتقال سياسي موثوقة وشاملة بقيادة مدنية.

* هذه الخطوات من قبل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان هي التحرك الأكبر منذ اندلاع الحرب، لاتخاذ خطوات حاسمة تجاه الحرب في بلادنا، ويستند المجلس في معلوماته التي وصفت الحرب وطبيعة جرائمها على تقارير موثقة للبعثة الأممية لتقصي الحقائق حول الحرب، والمشكلة من ذات المجلس.

* وإذا صدر قرار أممي بوقف إطلاق النار، وتم تشكيل آليات الرقابة الأممية، فسيكون قد انفتح الباب لتحقيق وقف لإطلاق النار وفق الآليات السليمة، وهو ما ظل غائبًا في محادثات جدة التي جمعت قيادة القوات المسلحة والدعم السريع، وفشلت في إلزامهما باحترام الهدن التي وافقوا عليها.

* من الواضح أن خطوات القوى الإقليمية والدولية قد تسارعت منذ إعلان خارطة طريق الرباعية، فقد سارع كل من الاتحادين الأوروبي والأفريقي والأمم المتحدة ومبادرة الإيقاد، لإعلان دعمهم تأييدهم لخارطة الطريق، وقد باتت كل هذه الجهات جزءًا من الآلية فعليا.

• كما أن الحراك الإقليمي المتصل وآخره زيارة وزير الخارجية المصري للسودان، ولقائه بالفريق أول عبد الفتاح البرهان، وما صدر عقب ذلك الاجتماع له من تصريحات أكد فيها سعيهم لوقف إطلاق نار يوقف الحرب، ويفتح المسار لعملية إنسانية، ويمهد الطريق لبدء عملية سياسية شاملة، يؤكد أن تلك الزيارة قد تمحورت حول ذلك الجانب.
•  قرارات مجلس حقوق الإنسان حال صدورها، ستعني بالتأكيد أن خارطة طريق الآلية الرباعية قد بدأ تفعيل خطواتها تنفيذيًا، ووضع إطار قانوني دولي يمنحها قدرة أعلى للحركة في اتجاه الضغط على طرفي الحرب، وسيكون عندها وقف إطلاق النار خطوة أولى نحو وقف الحرب، وبدء خطوات العملية السياسية، وبالتأكيد ستكون لتلك الخطوات تداعيات داخلية في معسكرات الحرب، وقد سبق أن نبهنا في مقال الأسبوع الماضي إلى أنها ستمضي نحو التفكك، وربما تقود لتداعيات في مختلف الجبهات، وقد باتت مساحة المناورة ضيقة ولا تسمح بالتلاعب، مثلما ظل يحدث منذ اندلاع الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى