ما بين اعلان المبادئ السوداني ومبادرة (تضامن)
بسم الله الرحمن الرحيم
ما بين اعلان المبادئ السوداني ومبادرة (تضامن)
لوحدة المركز المدني ضد الحرب وعسكرة الدولة
كمال بولاد …
بدعوة من مركز الحوار الإنساني التقت بعض القيادات من قوى سياسية ومهنية ومدنية ولجان المقاومة المنضوية تحت راية تحالف (صمود) وقيادات من حركة / وجيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور وحزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) والحزب الجمهوري وتمثيل لنازحي الحروب السودانية وبعض قادة الرأي من مثقفين ومفكرين ، وكان ذلك في 12 ديسمبر بنيروبي للحوار حول التعقيد الذى خلفته الحرب البائسة المندلعة في بلادنا منذ ما يقارب الثلاثة أعوام ، والتفاكر حول سبل ايقافها ، وكان حوارا مثمرا تركز حول ثلاث محاور أساسية في صدارتها القضية الإنسانية وانسياب المساعدات العاجلة وإنقاذ الأرواح والتخطيط لاستمرار عملياتها الملحة حتى الإيقاف النهائي للحرب والزام طرفيها على فتح و تعبيد طرق ايصالها ، ثم ثانيا قضية وقف اطلاق النار عبر الهدنة المؤقتة والترتيبات المطلوبة لذلك وصولا لوقف اطلاق نار دائم ، ثم ترتيبات العملية السياسية المتوافق عليها والتى تفتح الطريق لانتقال سلس مصمم على مناخ إيقاف صوت الرصاص في كل ربوع الوطن حتى يؤسس لسلام دائم ، وفى اطار حوارات جادة تم استعراض تجارب السودان السابقة في التعاطى مع هذه القضايا الثلاثة ، وكان من بين الحضور من شاركوا في بعضها متحفين الحوار بتجارب مهمة ،كما تم استعراض بعض التجارب العالمية في هذا الاتجاه ،وقد شارك في هذه الحوارات عبر تقنية النت د. عبدالله حمدوك والقائد عبدالواحد محمد نور ،ونتيجة للتوافق حول الرؤى الأساسية في نهاية الاجتماعات تواضع المشاركون على اعلان المبادئ السوداني الذى حدد المبادئ الأساسية لعمليه إيقاف الحرب عبر خارطة طريق تربط نظريا وعمليا بين هذه المراحل الثلاثة منذ بداية مرحلة الهدنة المؤقتة ثم وقف اطلاق النار الدائم ثم العملية السياسية ، وقد تزامن مع ذات الحدث وسابقا له بأيام قيام اجتماع آخر في القاهرة بتاريخ 8 ديسمبر الماضي، و بدعوة من القيادة المركزية العليا لضباط وضباط صف و جنود متقاعدي الجيش والشرطة والأمن (تضامن) .. وهذا التنظيم العسكرى / المدنى هو تنظيم فئوى وطني يعمل على توظيف القدرات المهنية العالية لدى قادته نتيجة التأهيل الذى نالوه في سنوات خدمة هذه المؤسسات النظامية لخدمة قضايا البلاد والمساهمة مع القوى الوطنية من موقعهم فى حل مشكلاتها، وقد عكفوا على دراسات فنية قيمة في اصلاح هذه المؤسسات منطلقين من تجاربهم وتنوعها ، وفى تلك الأوراق الهامة توصلوا الى اهم استنتاج وهو أن جوهر اصلاح المؤسسة العسكرية يبدا بالخروج من السياسة والتفرغ لمهامها الأساسية والمتمثلة في حماية الوطن بعيدا التسييس ، وترك الحكم للمدنيين ، ونتيجة للمرونة التي يتمتعون بها كتنظيم وطني غير سياسي ،واستنادا على مسيرة قياداتهم العملية النظيفة ، وعلاقاتهم بقيادات القوى السياسية تقدموا بمبادرة لوحدة القوى المدنية ، وقد لبى الدعوة أيضا عدد من قيادات تحالف (صمود) وحزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) وحزب الامة بقيادة مبارك الفاضل والحزب الشيوعي السوداني فرع مصر (حسب المحضر وقائمة الحضور) ، ثم نقابات المحامين والأطباء والمهندسين والصحفيين وبعض الشخصيات الوطنية المشاركة في العمل العام ، وبعد مناقشات قيمة لورقة أصحاب الدعوة التي لخصت ملامح الوضع السياسي في ظل تحديات الحرب، والتحديات امام سبل ايقافها، وعدًد المتداخلون المشتركات من اجل إيقاف الحرب بين الكتل والتحالفات السياسية ، واعتبار أن إيقاف الحرب قضية مركزية أمام مستقبل وحدة السودان، حتى يكون وطنا تمارس فيه السيادة ، واتفق الجميع على أهمية واولوية الدور المدني المطلوب كضرورة في مواجهة سيناريو التشظي في ظل تفاقم واستمرار الحرب اللعينة، وان المجهودات الإقليمية والدولية لإيقاف الحرب لمصلحة السودانيين شرطها الأساسى يعتمد على دور وطني مدنى فاعل وواعى لظروفنا جيدا مما يدعوا لبناء هذا المركز الموحد فى حده الأدنى بالتنسيق المحكم مابين التحالفات والكتل الوطنية العاملة لإيقاف الحرب ، واتفق الجميع على التواضع امام ميثاق وطني أخلاقي يحدد المبادئ التي تصنع هذا المركز ضد الحرب وضد عسكرة الدولة ، ورفض واسكات لغة الرصاص التي قضت على آلاف السودانيين مدنيين وعسكريين وخربت المدن وهجَرت سكانها ، وجوهر هذا الميثاق يتلخص في أن يطور ايجاباً العلاقة النضالية ما بين تحالفات القوى المدنية ،ويعظم المهمات المشتركة في العمل اليومي من اجل إيقاف الحرب وعودة الحياة المدنية، ويعلي من السقوف الأخلاقية في هذه العلاقة النضالية ، تقديرا لهذا الظرف الصعب الذى تمتحن فيه وحدة السودان و السودانيين أرضا وشعبا ، إن بناء هذا المركز التنسيقى الذى يتحدث بلغة توحد السودانيين مدنيا فى مواجهة الحرب ونزيف الدم هو المدخل لإيقاف الحرب والأساس للدور الوطني المطلوب من اجل توظيف المجهودات الإقليمية والدولية الساعية من مواقع مختلفة لإيقاف الحرب ومعالجة معاناة السودانيين ، وهذا ما انتبه اليه الاجتماع وكون لذلك لجنة صياغة لهذا الميثاق واعتقد هي الآن تعكف على ذلك توطئة لعرض المسودة على القوى السياسية والمدنية للتوافق والاجازة ، حتى يكون مكملا في التقدير لإعلان المبادئ السوداني في اطار اوراق المشروع النظري لبلورة الدور الوطني المدني في عملية إيقاف الحرب وتحقيق مشروع وأهداف ثورة ديسمبر / ابريل المجيدة وانتصارا لشعاراتها التى قدم أبطالها أرواحهم فداءا لها ، خصوصا ونحن هذه الأيام على بساط سفرها السابع فهى بشعاراتها تظل خالدة وتدعو إلى جرد عمل مستمر بحثا عن فعل يبنى الواقع الذى حلم به شبابها وشهداءها الابطال





