أختراق كبير في جنيف يدعم “جبهة وقف الحرب”
أفق جديد
إنتهت في مدينة جنيف السويسرية إجتماعات ” المائدة المستديرة” بإختراق يعد الأكبر في المساعي الهادفة إلى توحيد القوى السياسية ، بتوصل الطيف الواسع المشارك في الإجتماعات ، إلى إعلان مبادئ مشترك، وتشكيل آلية للإشراف على مؤتمر جامع للقوى السياسية من حيث الأطراف والموضوعات.
وتعد ورشة جنيف الثالثة في سلسلة، ورش رعتها ونسقتها منظمة «بروميديشن» الفرنسية، في القاهرة وجنيف، وتهدف الإجتماعات لتحقيق توافق على وقف الحرب عبر التفاوض وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وشاركت في الاجتماعات، التي بدأت يوم الاثنين الماضي، كل من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، وقوى رئيسية في تحالف «الكتلة الديمقراطية» الذي إنقسم حيال المشاركة في الإجتماعات، إلى جانب عدد من الشخصيات المستقلة وعدد من الكيانات من خارج الكتلتين.
و تتشكل «الكتلة الديمقراطية» التي إنشقت قبل سنوات عن “تحالف الحرية والتغيير” من حركات مسلحة وقوى سياسية أيدت إنقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي ناهضه التحالف الرئيس «الحرية والتغيير» الذي تطور بعد الحرب إلى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”.
وبحسب مصادر مشاركة في ورشة جنيف أن الإجتماعات حققت إختراق كبير في الملفات الثلاثة موضوع البحث والمتعلقة بتقريب وجهات النظر بين الأطراف المناهضة للحرب وتلك الموالية التي كانت تطالب بالحسم العسكري، بجانب دعم المساعي الداعية إلى وقف العدائيات وإيصال المساعدات وفتح مسارات آمنة كخطوة تمهيدية لإنهاء الحرب سلمياً.
وقالت المصادر لـ” أفق جديد” الإجتماعات توافقت على إعلان مبادئ، وآلية للاشراف على ” مؤتمر المائدة المستديرة” المقترح من حيث الأطراف المشاركة، والموضوعات.
ووصفت المصادر ما تم التوافق عليه بجنيف بأنه خطوة كبيرة في إتجاه بناء أكبر تكتل مدني ضد الأجندة الحربية والحلول العسكرية، والضغط بإتجاه إعتماد الحل السياسي والإيقاف الفوري للعدائيات.
وهو ما عضده القيادي في «تقدم» والأمين السياسي لحزب «المؤتمر السوداني» شريف محمد عثمان،مؤكدا أن تفاهمات ممتازة تم التوصل إليها وأضاف في حديث مقتضب لـ” أفق جديد” ماتم ممكن أن نسميه إعلان مبادئ إضافة إلى التوافق على آلية للإشراف على مؤتمر المائدة المستديرة، وشدد شريف أن إجتماعات جنيف هي مكملة للإجتماعات التي جرت في القاهرة خلال أكتوبر الماضي.مشيراً إلى ان مجموعات كبيرة من داعمي الحرب الآن باتوا مع الحل السياسي الشامل .
وشارك في ورشة جنيف طيف واسع من القوى السياسية السودانية يتقدمهم قيادات تحالف القوى الديمقراطية المدنية الأكبر في البلاد «تقدم»، ويمثلها كل من أمينها العام الصديق الصادق المهدي ورئيس حزب «المؤتمر السوداني» عمر الدقير، ورئيس حزب «التجمع الاتحادي» بابكر فيصل، ورئيس «حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي» الهادي إدريس، ونائب رئيس حزب الامة د. مريم الصادق المهدي كما يشارك في الإجتماعات «الحزب الاتحادي الأصل» بقيادة جعفر الميرغني، و«التحالف الديمقراطي للعدالة» بقيادة مبارك أردول، و«حركة تحرير السودان – جناح مناوي»، ويمثلها علي ترايو، إضافة لممثلين عن حزب «المؤتمر الشعبي» و”حزب الأمة ” بقيادة مبارك الفاضل
وكانت العاصمة المصرية القاهرة قد شهدت في أكتوبر اجتماعاً مماثلاً، توصل إلى بيان ختامي وقعته القوى المشاركة، بإستثناء حركة تحرير السودان – مناوي، وحركة العدل والمساواة – جبريل إبراهيم اللتين رفضتا توقيع بيان القاهرة رغم مشاركتهما في الإجتماعات
و«بروميديشن» منظمة فرنسية مدعومة من الخارجية الفرنسية والخارجية السويسرية، ظلت تلعب أدواراً مستمرة في الشأن السوداني، وعقدت عدداً من إجتماعات المائدة المستديرة بين الفرقاء السودانيين، بدأتها منذ يونيو (حزيران) 2022 بمفاوضات بين حركات مسلحة دارفورية، ثم طورت إجتماعاتها لتشمل القوى السياسية والمدنية السودانية بعد الحرب .