حرب المسيّرات تهدد إقامة دوري النخبة السوداني 

 

تتزايد المخاوف في الأوساط الرياضية السودانية من تأثير التصعيد الأمني الأخير في مدينة بورتسودان وعدد من مدن شرق البلاد، على مصير بطولة دوري النخبة السوداني، المقرر انطلاقها في الفترة من 27 مايو وحتى 27 يونيو 2025، وسط تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة الانتحارية، والتي تشنها قوات الدعم السريع في عدة مواقع حيوية.

وكان أبرز هذه الهجمات قد استهدف مستودع الوقود الرئيسي في مدينة بورتسودان، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة استمرت لأكثر من أسبوع، وغطت سماء المدينة بسحب كثيفة من الدخان الأسود، قبل أن تتم السيطرة عليها صباح الأحد. ولم تقتصر الهجمات على بورتسودان، بل طالت أيضًا مدن عطبرة وكسلا، التي باتت تتعرض لقصف يومي منذ الأحد الماضي، مما تسبب في تعطيل مرافق حيوية مثل الكهرباء والوقود، وأثار حالة من الذعر وسط السكان.

وسط هذا التوتر، تتعالى أصوات من داخل الوسط الرياضي تطالب بتأمين الملاعب وضمان سلامة اللاعبين والجماهير، في ظل استمرار خطر الطائرات المسيّرة. والتخوف من إقامة المباريات في مناطق مهددة، خاصة في هذه المرحلة الحاسمة من البطولة .

الاتحاد يعتمد كسلا والقضارف 

وفي خطوة رسمية، أعلن نائب رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، أسامة عطا المنان، عن اعتماد ولايتي كسلا والقضارف كمضيفتين لمنافسات دوري النخبة، مؤكدًا أن القرار جاء بعد ترتيبات أمنية ولوجستية وصفها بـ”المثالية”، وتجاوب من حكومتي الولايتين. ووفقًا للقرار، ستُقام مباريات النخبة بنظام الدوري من دورة واحدة، على أن يتأهل أصحاب المراكز الأربعة الأولى للمشاركة في دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية للموسم القادم.

وأكد عطا المنان أن اختيار كسلا والقضارف يأتي في إطار توزيع الفرص وتعزيز المشاركة الولائية في النشاط الرياضي، مشيرًا إلى أن اللجنة المنظمة مطالَبة بالشروع الفوري في تنفيذ التحضيرات وتجهيز الملاعب.

تحركات خارجية بديلة:

وعلى الرغم من التصريحات الرسمية، فإن مصادر صحفية مطلعة كشفت عن خلافات داخل مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم، حيث أبدى عدد من الأعضاء رفضهم القاطع لإقامة البطولة في شرق البلاد، في ظل استمرار الهجمات بالطائرات المسيّرة وعدم وضوح المشهد الأمني.

وبحسب تلك المصادر، فإن رئيس الاتحاد معتصم جعفر أجرى بالفعل اتصالات مع نظرائه في اتحادي تنزانيا وموريتانيا، لبحث إمكانية استضافة منافسات النخبة خارج السودان، كخيار بديل يضمن استمرار الموسم دون مخاطر أمنية على المشاركين.

مقاطعة محتملة من الأجانب

وفي تطور مقلق آخر، أفادت تقارير بأن عددًا من اللاعبين الأجانب في صفوف ناديي الهلال والمريخ، قد أبلغوا إداراتهم برفضهم التام للمشاركة في مباريات دوري النخبة، في ظل الظروف الأمنية الحالية. وأعرب هؤلاء اللاعبون عن خشيتهم من التعرض للخطر في ظل استمرار الحرب ، ما يضع الأندية في موقف صعب، خاصة وأن لاعبيها الأجانب يمثلون أعمدة رئيسية في تشكيلاتها الأساسية.

مستقبل البطولة على المحك

في ظل هذه المعطيات المعقدة، يبقى مصير دوري النخبة السوداني معلقًا بين خيارين أحلاهما مر: إقامته في ولايات مضطربة أمنيًا مع ما يحمله ذلك من مخاطر، أو ترحيله إلى دول مجاورة، ما يعني إقرارًا غير مباشر بصعوبة استمرار النشاط الرياضي داخل البلاد في ظل الحرب الدائرة.

وفي كل الأحوال، فإن الاتحاد السوداني لكرة القدم يقف أمام اختبار مصيري، يختبر قدرته على التوفيق بين استمرار المنافسات وحماية أرواح اللاعبين والجماهير، في وقت باتت فيه كرة القدم واحدة من آخر أدوات الأمل في السودان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى