23 طفلًا يتعرضون للاغتصاب الجماعي في الفاشر
أفق جديد
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الأربعاء، عن تعرض ما لا يقل عن 23 طفلًا للاغتصاب أو الاغتصاب الجماعي أو الاعتداء الجنسي في مدينة الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور، غربي السودان، منذ بدء الحصار في أبريل 2024، في ظل تصاعد القتال وأعمال العنف ضد المدنيين.
وقالت المنظمة إن الأطفال في الفاشر يواجهون انتهاكات جسيمة تفوق القدرة على التحمّل، شملت أيضًا القتل والتشويه والتجنيد القسري والاختطاف، بينما تتواصل الهجمات العشوائية على المناطق السكنية ومخيمات النزوح.
وتأتي هذه الأرقام المفزعة في وقت شهدت فيه مدينة الفاشر، يوم الأربعاء، قصفًا مدفعيًا عنيفًا من قبل مليشيات الجنجويد، أوقع عشرات القتلى والجرحى، وفقًا لما أوردته تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر في بيان تلقته “أفق جديد”.
وأكد البيان أن “مئات القذائف سقطت على الأسواق والأحياء السكنية في المدينة، مخلفة مشاهد مأساوية من الدمار والموت”، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني أصبح أكثر كارثية، خصوصًا مع استمرار الحصار لأكثر من 500 يوم.
وفي تطور مأساوي، فقدت أسرة كاملة حياتها مساء الثلاثاء بسبب الجوع وتسمم ناتج عن تناول “الأمباز”، في مشهد يلخص حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون تحت الحصار.
من جانبها، أعربت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، عن قلقها العميق، قائلة: “نشهد مأساة مدمرة – أطفال الفاشر يتضورون جوعًا بينما تُمنع عنهم خدمات التغذية المنقذة للحياة”. واعتبرت عرقلة وصول المساعدات الإنسانية “انتهاكًا جسيمًا لحقوق الأطفال”، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وتسهيل إيصال الإغاثة.
ووفقًا لتقارير المنظمة، نزح ما لا يقل عن 600 ألف شخص من الفاشر والمخيمات المحيطة بها خلال الأشهر الماضية، نصفهم من الأطفال، بينما لا يزال 260 ألف مدني محاصرين داخل المدينة، من بينهم 130 ألف طفل، بلا مساعدات لأكثر من 16 شهرًا.
وحذرت اليونيسف من أن الخسائر البشرية بين الأطفال هائلة، حيث تم توثيق أكثر من 1,100 انتهاك جسيم، بينها مقتل أو تشويه أكثر من 1,000 طفل. كما سُجلت هجمات متكررة على مخيمات النزوح، من بينها حادثة مروعة هذا الأسبوع أسفرت عن مقتل سبعة أطفال في قصف على مخيم أبو شوك.
ويعكس هذا التصعيد الخطير حجم الانهيار الإنساني في دارفور، وسط نداءات دولية متواصلة لوقف القتال وضمان حماية المدنيين، وخاصة الأطفال، الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذه الحرب المنسية.