بدعم إثيوبي: جنوب السودان يستعد لإطلاق شركة طيران وطنية

وكالات – أديس أبابا

تطور بارز لتعزيز التعاون الإقليمي ودفع النمو الاقتصادي، وقعت الخطوط الجوية الإثيوبية اتفاقية إدارة مع حكومة جنوب السودان لإنشاء وتشغيل شركة طيران وطنية جديدة. جاء هذا الإعلان بعد اجتماع بين وزير النقل في جنوب السودان، مادوت بيار، والسفير الإثيوبي نبيل مهدي في جوبا، مستندين إلى مذكرة تفاهم وُقِّعت في 2023. وتعد هذه الشراكة خطوة محورية نحو تحقيق طموحات جنوب السودان الطموحة لتأسيس شركة طيران مستقلة وفعالة، لا سيما بعد سنوات من التحديات الناجمة عن عدم الاستقرار السياسي والصراعات الداخلية.

منذ حصول جنوب السودان على استقلاله في عام 2011، كانت الجهود المبذولة لإنشاء شركة طيران وطنية تواجه تحديات كبيرة بسبب الصراعات الداخلية وعدم الاستقرار، مما أدى إلى تعطيل المحاولات السابقة لتأسيس بنية تحتية قوية للنقل الجوي. وتأتي الشراكة مع الخطوط الجوية الإثيوبية لتقديم الدعم الفني والإداري اللازم، مما يتيح للبلاد الانطلاق نحو مستقبل جوي مستقر ومزدهر. تعد الخطوط الجوية الإثيوبية واحدة من أنجح شركات الطيران في إفريقيا ولديها سجل حافل في إدارة شركات طيران وطنية أخرى في القارة، مما يعزز من إمكانات نجاح هذا التعاون الجديد.

يستند هذا التعاون أيضًا إلى قرار ياموسوكرو، المعاهدة التي تهدف إلى تحرير خدمات النقل الجوي في إفريقيا وتعزيز المنافسة العادلة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي. هذه المعاهدة تسعى إلى تسهيل التجارة والسفر بين دول القارة، وهو ما يعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي. وقد أكد السفير الإثيوبي نبيل مهدي استعداد الخطوط الجوية الإثيوبية لتقديم خبرتها التشغيلية واللوجستية لتعزيز الكفاءة والربط الجوي لجنوب السودان.

من جانبها، أعرب وزير النقل في جنوب السودان مادوت بيار عن تفاؤله الكبير بشأن الفوائد المرتقبة من هذه الشراكة، مشيرًا إلى أنها قد تساهم في تحسين الربط الجوي، وزيادة فرص العمل، وتعزيز القدرات المحلية عبر برامج التدريب والتأهيل التي ستوفرها الخطوط الجوية الإثيوبية لموظفي جنوب السودان. هذا الدعم لا يسهم فقط في تأمين نقل جوي مستدام بل يعزز من بنية تحتية حيوية تتطلبها البلاد في مرحلة ما بعد الصراع.

تسعى الخطوط الجوية الإثيوبية من خلال هذا التعاون إلى تعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في الطيران الإفريقي، حيث سبق لها أن وسعت نفوذها في القارة عبر الشراكات والاستحواذات على حصص في شركات طيران وطنية أخرى. مع تطور هذه الشراكة، من المتوقع أن تشهد جنوب السودان تحسينات ملموسة في البنية التحتية، وزيادة في التكامل الاقتصادي، وتعزيز التواصل الإقليمي والدولي، مما يفتح أفقًا جديدًا للتنمية المستدامة في البلاد.