من على الشرفة

طاهر المعتصم..
استعادة الألق من الركام وآمال السلام في نيون
بينما كان مجموعة من القيادات السياسية والمدنية في مدينة (جنيف) السويسرية، في إطار حوار غير رسمي تحت عنوان (عملية نيون السويسرية)، باحثين عن وحدة السودان وسيادته الكاملة على أراضيه، وبناء دولة مدنية ديمقراطية، والتأمين على جيش وطني واحد موحد مهني بمنأى عن التأثيرات السياسية، وتبني عمليات شاملة للإعمار وإعادة الإعمار.
كل ذلك عبر عملية سلام شاملة وموحدة ومتزامنة تستهدف المسارات الإنسانية والعسكرية والأمنية والسياسية وغيرها، والعمل على قيام مائدة مستديرة، مع حث المجتمع الدولي والإقليمي على العمل على تقديم العون والمساعدات الإنسانية العاجلة، مع التوافق على إطلاق عمليات شاملة للعدالة والعدالة الانتقالية والإنصاف.
واضعين في مقدمة مقترحاتهم الاعتراف بأن الأزمة السودانية معقدة ولها جذور تاريخية عميقة لا يمكن علاجها بالحرب، وآثارها كارثية على الشعب السوداني، مؤكدين على وقف إطلاق النار الفوري والأعمال العدائية، وووقف الحرب والحفاظ على وحدة الدولة السودانية.
المقترح في تقديري يجمع ولا يفرق ويمكن البناء عليه، من منا لا يرغب في عصم دماء السودانيين، وعدم تفتيت البلد إلى مثلث عبدالرحيم حمدي وزير مالية نظام البشير السابق، وإلى أطماع خارجية ترغب في أن تظهر حكومة ثانية في مناطق سيطرة الدعم السريع – لطف الله بمن فيها- وذلك على قرار الصومال أو ليبيا.
مع نشر مقترح جنيف السويسرية، ضجت مواقع التواصل بمقاطع فيديو يتحدث فيها الدكتور عبدالحي يوسف السروري التابع لجماعة الإخوان المسلمين، يكيل فيها الزعم عن قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان ويصفه بأبشع الصفات ليس أقلها الخيانة لله ورسوله.
عدت للاستماع إلى محاضرته كاملة بعنوان (السودان مأساة مستمرة .. قراءة لفهم ما يجري) على موقع مركز مقاربات للتنمية السياسية، هالني توجيهه الاتهامات بمقدار مختلف للملكة العربية السعودية وللإمارات ولمصر ولتركيا ولإنجلترا، وكنت أظن وليس كل الظن إثم أن تفكير الإخوان المسلمين قد تجاوز العداء لكل الدول التي أشار إليها، علما أن بعضها فتحت أبوابها للسودانيين المهجرين قسرا أو فارين من نيران حرب 15 أبريل 2023.
منظور الرجل عن الحرب إن الله قد ساقها من أجل أن يعيد لنظام البشير الساقط في 2019 ألقه وقوته، مشيرا إلى ما أطلق عليه تجربة (الجهاد الأولى) يقصد الحرب ضد أبناء الوطن سابقا في جنوب السودان، التي انفصل جرائها ثلث الوطن، مضيفا أن الفضل فيما أطلق عليه انتصارات ليس للجيش فيها فضل بل الأمر يعود إلى شباب الإخوان تحت مسمى المقاومة الشعبية.
رغم صدور نفي منسوب للإسلاميين إن يكون عبدالحي يتبع لهم أو ضمن هياكلهم، لكن مقاطع الفيديو التي بثتها قناة العربية التي يؤكد فيها علي عثمان محمد طه نائب البشير، أن قناة طيبة ملكهم وأن أي أحد منهم يذهب لعبدالحي ليبث له، ومظاهرات الزحف الأخضر ضد الحكومة الانتقالية التي كان يشحذ الهمم لها قريبة عهد، دع عنك نهاية التسعينيات تأليب الصدور ضد معرض كتاب، كما أن بعض أفكاره استمعت لها في مساجلة بين اثنين من عضوية التنظيم عن عدم ثقتهم في المؤسسة العسكرية.
فرق كبير بين من يدعو للحياة ومن يدعو للموت، وبين من يبحث عن إيقاف سفك دماء السودانيين، وجيش مهني، وبين من يبحث عن الوصول إلى السلطة على جماجم الشباب، وعلى معاناة المحاصرين من الدعم السريع والأوبئة، وعلى معاناة ملايين النازحين وملايين اللاجئين في عدد من الدول التي هاجمها الرجل.
2 ديسمبر 2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى