إليه..

نضال على عباس

إلى الذي منحني وعدًا كالشموع لم يضيء كثيرًا وأيضًا احترق…
وبعد…
وميض عينيك حين التقينا عند ذاك الزمان الصحو وعدٌ لا يقاوم
حين توردت خدود العشم بين حياء الوعود واستبداد الذاكرة واصلت الحياة رحلتها دوننا …
كان وعدك عند الزمان الصحو وعد العصافير بالحضور إليّ بالهدايا واللعب.. أن تطعم أسماكي الملونة.. تعلمني لغة الألوان وكيف أتلون بلون البهاء .
تأتي بالقمر على نافذتي، نصنع عالم يتجاوز العادة والتقليد….
وحين أصاب اللحظات خدر الانتظار
جفت الأماني على حبال الصبر ونامت الأحلام دون عشاء..
فقدنا الخريطة.. ولم يعد الطريق هو الطريق…
الوعود المنكوثة تجلس على استحياء.. ولم يعد في حوائط القلب مكان لوعد جديد .
الآمال جافة كشفاه الأرض
الزمن مختل.. والوعد ضنين
المدينة تتمدد في كسل وتأفف حين أخرجت أحمالها الثقيلة وسارت في ركب الحالمين….
كان وعدنا أن نبقى معًا.. أن نستقيم.. أن لا ننكسر.. وكان ذلك الوعد.. أـن نعبر وننتصر..
وعدونا بالمطر.. والزمن المتجدد والنماء… أن نعيد ترتيب الهوية.. بذاك الشكل والروح.
فصارت الأماني شاهقة لفرط ارتفاع الوعود..
وعدونا بالأمل.. ثم وضعوا لنا أحزانًا بحجم الكون.. دخلنا الأزمان المختلة بصورة فذة..
الملايين تبتلع ملايين.. المدينة الطيبة لم تعد طيبة…
أصابت البلدة الجفاف…
ما من مسافة أمان بين الآمال والسبل
فما أكبر الفكرة وما أصغر الدولة
انفض صمت الوعود
دمعت المآقي..
الوعد متكئ على جانبه وسالت دمعة على وجه تاريخ حزين…
فمن يعيد درة الأوطان من شيطان الفشل؟؟؟
فنحن نتجرع المرارة ..
نسابق الحزن…
نأمل من جديد. .
نحاول بشكل متماسك كلما اخفقنا.. لنمضي حتى قوافل النصر الأخير…
رغم السواد الذي عم المدائن رغم كل الأشياء التي تبدو ظالمة نبحث بنبل عن وعد
يبدل الأرض.. مساحة خضراء.. يبث الطمأنينة
يوسع الحلم
ونواصل المسير….
نرتجي الزمن القادم
رغم كثرة الخيبات…
وبعد المسافة والأسوار
فذاك الوعد جريء في كذبه
جريء حتى في الاعتذار..

#هاش_تاق
العطر يبقى في اليد التي
تعطي الوعود وتوفي

نضال علي

قاصة وكاتبة سودانية تحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال تعمل أستاذ مساعد بجامعة بخت الرضا وكلية الوسيلة للعلوم والتكنولوجيا، نشرت العديد من المقالات والقصص القصيرة بالصحف والمجلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى