ثائر لايكل وثورة لا تبلى

عثمان فضل الله

وديسمبر فينا لا ينتهى، شهر ملهم وشعر يغني والهتاف في الصدور معبأ
معتق هو ينتظر لحظة ان يعود لسماء الخرطوم من جديد .. ظنوا أن رصاصات البنادق ودوي المدافع سينسينا ماله خرجنا وماعليه تواثقنا
واهمون نعم .. كاذبون هم، ظنوا أن الحرب ستخلط الأوراق وتبدد الاحلام وتنكس للثورة أعلام.
باقية ثورة ديسمبر فينا صدقا وعدا وحقيقة، باق فينا الهتاف وصرخات الحياة وعيون الامل كان العشرات والمئات، كان الألوف والملايين، كان التلميذ والمعلم، الحرفي والمهني، الفقير والغني، كان الكبير والصغير، الشاب والفتاة، الرجال والنساء، كان المسلم وغير المسلم، وكانت المطالب بسيطة وكانت الاستجابة مخيفة، كانت الحياة والموت، كان العدل والظلم، كان النور والظلام.
كان الهتاف والرصاص، كان الحب والكره، كان السلام وكانت العدالة والحرية ورفض الاستبداد، كان معنا كل شيء ولم يكن بحوزتنا شيء، غيرالأمل، والايمان بالقضية فكانت ثورة الإنسان، وثورةٌ للحياة، كانت وكان، ثورة وثائر، في كل بقعة وفي كل بيت وكل ساعة.
كانت العباسية وشارع الأربعين والشهيد عظمة.. كانت برى وفتاة الموريس والشهيد الدكتور بابكر .. كانت الحاج يوسف وعطبرة ومايرنو، والدمازين .. وقرية الملتزمة بالجدول.

ما زالت، الثورة مستمرة،لاتبلى ولكنها تستحدث وما زال، الثائرٌ في صدره بقايا هتاف ضد الطغيان والظلم،لم يتزحزح، ولم يتراجع.

لن ننسى ديسمبر الذي أسقط أعتى ديكتاتورية شهدتها البلاد، لن ننسى أوشحة الدم، وأنات «المغتصبات» من النساء، وأنين القابعين تحت رحمة الجلاد. لن ننسى اياما شيدت فينا قصور الأمل، ونسجنا على مسيرها «لوحة تحدٍ» بوجه الخراب الكبير الذي خلّفه نظام وتنظيم لايزال ببلادنا يعبث، وبمقدراتها ودماء أبنائها يتاجر.
كل فتاة معتصبة مذ ديسمبر 2018 وحتى اليوم مسؤول عنها التنظيم
وكل أم فقدت ابنا وزجة فقدت زوجا واخت فقدت أخ مسؤول عنها التنظيم
فالتنظيم عدو للإنسان عدو للإنسانية والثورة باقية فينا، سيذهب يوما ونبقى نحن لنغني للسلام للحرية وللعدالة.
صرخ الشعب وثارت الجموع، اِنتفض الأهالي وقامت الشوارع، اِمتلأت المساجد والساحات، تعالت الصيحات وامتزجت الأصوات، تلونت الهتافات وتوحدت المطالب، يومها ولازالت رغم محاولاتهم شيطنة كل ما يمت للثورة بصلة لكن الواقع شاخص في كلماتهم مقالاتهم مرعبون هم لانهم يعلمون أن الشارع صامت لكنه رافض، يصرخون الأوضاع تبدلت، والولاءات تغيرت، والواقع شاخص، يمد لسانه يوميا ديسمبر باق، صامد
في كل مكان، وكل شارع، وكل بيت خال الان لكنه يوم تدب في شوارعنا الحياة، سيخرج منها ديسمبر ينادي، بذات الشعارات، بقلب واحد وجسد واحد؛ من مايرنو للعقدة المغاربة، من عطبرة الى مدني، من الجنينة والفاشر، الى الخرطوم والكاملين وبورتسودان من كل مكان في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى