كيف يعطل توقف المساعدات الأميركية جهود الغوث العالمية؟
الولايات المتحدة أكبر مانح إنساني وتقدم 38 في المئة من مساهمات الإغاثة العالمية
أدى تعليق المعونة إلى توقف شحنات تزيد على 500 ألف طن متري من الأغذية بقيمة
340 مليون دولار باتت الآن بحاجة إلى تصريح من الخارجية الأميركية
تعمل منظمة أطباء بلا حدود في 11 ولاية سودانية من أصل 18
ولاية في البلاد في مناطق سيطرة طرفي النزاع
أفق جديد
يؤثر تجميد إدارة ترامب للمساعدات الخارجية بشدة على جهود الإغاثة من المجاعة العالمية، بحسب تقرير لوكالة رويترز .
ويعد تجميد المساعدات، الذي بدأ في 20 يناير/كانون الثاني، جزءا من مراجعة مدتها 90 يوما لبرامج المساعدات الأميركية، مما يترك برامج المساعدات الغذائية الحيوية في حالة من عدم اليقين.
وقد أدى هذا التعليق إلى توقف شحنات تزيد على 500 ألف طن متري من الأغذية، بقيمة 340 مليون دولار، في حين تنتظر منظمات الإغاثة الحصول على تصريح من وزارة الخارجية الأميركية. كما تأثرت المساعدات الطارئة في السودان وغزة، فضلاً عن المطابخ المجتمعية في السودان.
ويتفاقم الوضع بسبب إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وهي وكالة المساعدات الأساسية للحكومة الأميركية.
وتم إغلاق شبكة أنظمة الإنذار المبكر من المجاعة التي تتتبع انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم، مما أدى إلى تعطيل البيانات الرئيسية اللازمة لمنع أزمات الجوع والاستجابة لها.
وتشكل خسارة شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة ضرراً بالغاً لأنها تقدم رؤى أسرع وأكثر موثوقية من الوكالات الأخرى، مثل مركز التنبؤ بالمجاعة الدولي المدعوم من الأمم المتحدة. وبدونها، تظل الاستجابة العالمية للجوع دون إرشادات حيوية.
وبما أن الولايات المتحدة هي أكبر مانح للمساعدات الإنسانية، حيث تقدم 38% من المساهمات العالمية، فإن توقف المساعدات يزيد من الضغوط على الجهود المبذولة لمكافحة النقص الحاد في الغذاء.
ويهدد التجميد بتفاقم أزمات الجوع القائمة في دول مثل السودان، حيث قد تنتهي صلاحية الإمدادات الغذائية قبل استئناف التوزيع.
إلى ذلك، ووردا على تجميد المساعدات الخارجية الأمريكية والتفكيك المفاجئ للبنية التحتية الأساسية لنظام المساعدات الإنسانية، أصدرت منظمة أطباء بلا حدود بياناً بصفتها منظمة طبية إنسانية تعمل في العديد من مناطق الأزمات نفسها مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمنظمات الشريكة لها، مؤكدة أن التوقف المفاجئ في المساعدات الإنسانية والصحية والتفكيك السريع للمكونات الحيوية لنظام المساعدات الإنسانية التي تدعمها حكومة الولايات المتحدة سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا يمكن تخفيفها تؤثر على ملايين الأشخاص الأكثر ضعفا في العالم.
وأشارت المنظمة العالمية إلى أن عدداً لا يحصى من اللاجئين وغيرهم من المشردين، والأطفال المهددين بالملاريا، والأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج فيروس نقص المناعة البشرية والسل، باتوا اليوم في خطر بسبب التوقف عن الرعاية، قبل أن تحث الحكومة الأمريكية على الاستئناف الفوري لتمويل المساعدات الإنسانية والصحية الحيوية.
الجدير بالذكر أن التوقف الواسع النطاق للمساعدات الخارجية، إلى جانب القيود المفروضة على الإعفاءات الإنسانية وعدم الوضوح بشأنها، يؤدي إلى فقدان المساعدات الإنسانية الطبية المنقذة للحياة وآثار ضارة على مجتمعات المرضى.
وفي الأسبوع الماضي، شهدت الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود ارتباكا حيث تم إغلاق العيادات والخدمات الحيوية الأخرى التي كانت تدعمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في السابق دون سابق إنذار.
يشار إلى أن منظمة أطباء بلا حدود لا تتلقى تمويلا من الحكومة الأمريكية ولن تتأثر برامجها بشكل مباشر. ومع ذلك، فإن الدور الهائل الذي تلعبه حكومة الولايات المتحدة في تمويل المساعدات الدولية لا يمكن سده من قبل الآخرين بسرعة.
وتعمل منظمة أطباء بلا حدود في 11 ولاية سودانية من أصل 18 ولاية في البلاد، في المناطق التي تسيطر عليها كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.