الموت يغيب القاص والروائي محمد خير عبد الله بمدينة كوستي

 

 

أفق ثقافي – متابعات

رحل عن عالمنا السبت الماضي الروائي والقاص السوداني محمد خير عبد الله عن عمر يناهز 69 عامًا بعد عمر حافل في إثراء المشهد السردي في السودان، ويعد الرحل أحد أبرز الأصوات الأدبية المعاصرة في السودان وأحد مؤسسي نادي القصة السوداني في بداية الألفية الجديدة.

وعرف نادي القصة السوداني بتعدد الأنشطة الثقافية، فإلى جانب المنتدى الأسبوعي للقراءات القصصية والنقدية بمباني اليونسكو في الخرطوم تمكن النادي من إصدار سلسلة كتاب (دروب جديدة) و(سرديات) مجلة الشهرية وصحيفة أسبوعية باسم (القصة السودانية).

عرف محمد خير عبد الله برواياته الساخرة والمختلفة من حيث الموضوعات والأساليب البنائية، كذلك أصدر محمد خير عبد الله مجموعة مهمة من الروايات نذكر منها (لعنة الحنيماب)، (عرس عبد)، (هذيان كهل)، (ليلة قتلني الرئيس) و(سيرة قذرة) وفي القصة القصيرة مجموعتي “حنيميات، وهذا أنا”. وكانت أخر أعماله الروائية صدرت أواخر العام الماضي وحملت عنوان (مذكرات شاعر ميت).

———————–

تدشين المجموعة الشعرية (نداء السكون) للشاعر نجيب محمد علي

أفق ثقافي – القاهرة
أقام مركز فيجن للتدريب والتنمية المستدامة بالشراكة مع منظمة مندي لثقافة السلام حفل تدشين المجموعة الشعرية للشاعر محمد نجيب محمد علي (نداء السكون). وقدم من خلالها الشاعر بعض القراءات تناولت التشرد الذي طال الشعب السوداني، كما قرأ نماذج من تجارب أعادتنا إلى الزمن الجميل.
الناقد صلاح سر الختم قدم ورقة نقدية تناول فيها تجربة الشاعر نجيب، قارن خلالها بين شعره وتجربة الحداثة الشعرية بصورة عامة، كما شارك الناقد إبراهيم عابدين بكلمة أشار فيها إلى الجانب الصحفي لنجيب محمد علي وعمله في عدة صحف.
وتداخلت الدكتورة إشراقة مصطفى عبر تسجيل صوتي بكلمة، وقرأت قصيدة للشاعر مترجمة إلى اللغة الألمانية ترجمتها مؤخرًا. واختتمت الأمسية بمشاركة الفنان حمزة سليمان.
وشهدت الأمسية حضورًا مميزًا مما أضفى على الليلة أبعادًا إنسانية واجتماعية وثقافية برغم أجواء القاهرة الباردة.

———————–
المسرح السوداني في اتحاد كتاب مصر
أفق ثقافي – متابعات


أقامت شعبة الدراما بالنقابة العامة لاتحاد كتاب الأحد الماضي ندوة عن (المسرح السوداني نشأته وتطوره) تحدث فيها البروفيسور سعد يوسف، والبروفيسورة زينب عبد الله، والدكتور عادل حربي، والدكتور شمس الدين يونس، والكاتب والناقد محمد الروبي، وشارك صوتيًا الناقد السر السيد والأستاذ الدكتور يوسف عيدابي.
ابتدر الناقد والكاتب محمد الروبي حديثه عن ذكرياته مع المسرح السوداني وعلاقته الطيبة مع المتحدثين. وأشار إلى فترة الدراسة وذكر صديقهم كمال فضل عثمان الذي عرفه بدوره على بقية المسرحيين السودانيين وتوطيد علاقته بهم وبالمسرح السوداني في مصر. كما تحدث عن أهم الشخصيات الذين أثروا في المسرح السوداني، وذكر منهم الدكتور الراحل عثمان جمال الدين.
وأشار البيلي إلى دور مصر وتأثيرها على المسرح السوداني وذكر أن المسرح المصري يعتبر الرافد الأهم، وأهميته جاءت عن طريق تبادل الفرق وعن طريق البعثات العلمية التي جاءت إلى مصر. وقال إن جيل البعثات هو الجيل الذي حقق النهضة في المسرح السوداني.
كما أكد على أن هناك قصورًا كبيرًا في معرفة المسرح السوداني، ويرى أن المسرح السوداني ارتبط بالتراث وهذا حدث في البدايات، حيث إنه تراث غزير لأن السودان متعدد الثقافات.
ثم تحدث البروفيسور سعد يوسف وأشار إلى دفعته ودورها كبعثة جاءت إلى مصر وعن الدراسة في أكاديمية الفنون وعن زملائه وعن أساتذتهم، أمثال سعد أردش وكرم مطاوع وغيرهم. ثم انتقل بالحديث عن الثقافات المتعددة في السودان، وعن المسرح الوافد إلى السودان، وعن دور الأتراك ومحاولاتهم تأسيس دولة مدنية وإدخال لغتهم وإنشائهم لمدرسة الخرطوم الأميرية، هذه المدرسة التي قدمت أحد العروض عام 1881، في أواخر فترة الأتراك، وكان يشرف على هذه المدرسة رفاعة رافع الطهطاوي، كما قدموا إحدى مقامات الحريري.
أما عن أول عرض مسرحي في السودان فكان 1903، قدمه بابكر بدري في مدرسة رفاعة جنوب الخرطوم. بابكر بدري شخصية درامية كان ضمن المهدية مع جيش عبد الرحمن النجومي الذين فتحوا الخرطوم وطردوا الأتراك ثم فكروا بفتح الدول لكنهم هزموا عند توشكي وقتل النجومي وأسر بابكر بدري، وبعد خروجه عمل مدرسة وقام بتقديم المسرحية ليصبح الرائد للمسرح والتعليم ورائد تعليم المرأة في السودان، حيث بنيت أول مدرسة للبنات 1907، ثم تحولت إلى جامعة.

ثم تحدث عن مسرح الجاليات 1905، وقال إن المقصود بها الجاليات التي وجدت في زمن الاستعمار وكانوا يقدمون مسرحًا خاصًا بجالياتهم ما عدا مسرح الجالية المصرية، الذي كان يحتوي على إشارات حيث كان بمثابة فرجة للسودانيين واستقطبهم للعمل به ويتضح ذلك من حديث علي عبد اللطيف عن المصريين أثناء محاكمته لثورته على الاستعمار، حيث قال إنه يعرف المصريين نتيجة الفرجة على مسرحهم. وأشار إلى مسرح العشرينيات كمسرحية (صلاح الدين الأيوبي) وهي أكثر المسرحيات التي قدمت في هذه الفترة.
وعرج بروف سعد بحديثه عن النهضة الثقافية في الثلاثينيات ومجلتي النهضة والفجر ومسرح الستينيات والسبعينيات والنهضة المسرحية في تلك الفترة. واختتم حديثه عن المسرح خلال الحرب وازدهاره وكم العروض التي قدمت في تلك الأثناء خاصة في عام الحرب 2023، حيث تم تقديم 77 مسرحية في تسعة شهور، في 11 ولاية.
ثم قامت البيلي بتقديم الدكتور شمس يونس الذي فرق بين الممارسة المسرحية الفرجوية التي تخص الحديث عن المسرح، والنص المسرحي إذا كان الحديث عن الدراما المسرحية حيث ارتباط الدراما بالنص، ثم تناول قضية التأليف في السودان وتحدث عن مقال محمد عشري الصديق عن المسرح، وطلبه بضرورة وجود مسرح سوداني لحمًا ودمًا. ثم تناول رحلة الكتابة التي بدأت بالدوبيت وتطوراته وأكد على أن تطور المسرح مرتبط بتطور الحركة الشعرية حيث تطور المسرح في السودان من الدوبيت إلى الملحمة، وتحدث عن محاكاة (أبو الروس) لأحمد شوقي في مسرحياته وأشار إلى أن هذه المحاولة كانت لإيجاد نموذج جديد ثم تحدث عن حركة التأليف والترجمة، وأشار لمسرحيات مثل تاجر البندقية ومسرحية صلاح الدين، ومسرحية المفتش والمأمور ورجل الشارع. وتحدث عن استلهام المسرح للتراث الشعري لظهور مسرح سوداني، كما تحدث عن ظهور الدكتور أحمد الطيب صاحب أول دكتوراة في المسرح العربي وأحد العباقرة السودانيين ثم الفكي عبد الرحمن أحد طلابه، كما تحدث عن المسرح الجامعي في الخمسينيات.
وأشار فى حديثه إلى المواسم المسرحية وعن الاقتباس والترجمة. ثم قدمت صفاء البيلي مداخلة الناقد السر السيد الذي أشار فيها إلى علاقة المسرح السوداني بالمسرح المصري إذ يرى أن مسرحية (نكتوت) 1909، بمثابة البداية ثم تحدث عن الجاليات في فترة العشرينيات وتجربة مسرحة نادي الخريجين، وأكد على دور المصريين البارز في المسرح السوداني ثم تحدث عن المسرح التسجيلي والمسرحية التي قدمت عن ثورة أكتوبر وأشار إلى العديد من المسرحيات المصرية.
أما البروفيسورة زينب عبدالله فتحدثت عن أهمية السينوغرافيا والأزياء والزينة في الدراما السودانية. وأشارت إلى أن هناك جزءًا خاصًا بالخشبة وجزءًا خاصًا بالممثلين وكلها عناصر مرئية ترتبط بالإضاءة وهي من أهم العناصر التي تترجم الكثير في النص لتظهر حالة الممثل والمكياج من الأشياء المهمة حيث يظهر حالة الممثل وعمره ومتطلبات الشخصية. وأشارت إلى أن البدايات في المسرح السوداني كانت مع مسرح الجاليات وكان الاعتماد في البداية على الطبيعة ثم تطور للوحات مناظر طبيعية، ثم تحدثت عن صديق فريد وإشرافه على عرض صلاح الدين، وأشارت إلى أن المسرح حينما انشئ في السودان استعانوا بخريجي الفنون الجميلة للإشراف على الديكورات والأكسسوارات، وتم إرسال البعثات للدراسة في الخارج. ثم تم تقديم الدكتور عادل حربي الذي تحدث عن الأداء والمؤدي وتشكيل الصورة البصرية. وأكمل حديثه عن التمثيل وفن المسرح وقدرته على الابتلاع، حيث ابتلع السينما والكمبيوتر وكل شيء ظهر، فتركيبه الحياتي يشبه أي شيء يعيشه في أي مكان فالمسرح يضمر ثم يكبر مرة أخرى بعد أن يعيد تشكيل ذاته. وقال إن فن الممثل مرتبط بالثقافة، والتراكم والخبرات، والمسرح حينما بدأ في السودان لم تكن هناك مناهج معاصرة والمرحلة الأولى تمثل مرحلة الانتماء، حيث جاء وافدًا وتأثر وأثر، وهذا ترك انعكاساته في الشعب والجمهور والمجتمع.. وتحدث عن بابكر بدري حيث كان صاحب العرض وكان أشبه بأيسخيلوس وسوفكل ويوربيد، فهو من فكر وكتب بطريقة ليست احترافية فحينما خرج من مصر ذهب للسودان لعمل المسرحية وكان الموجه ومحلل الشخصية ومن هنا تشكلت روح أداء بسيطة لها تأثير كبير على المجتمع، وتحدث عن عرض صديق فريد والاعتماد على الصوت والأسلوب الخطابي ثم تحدث عن تراكم الخبرات لدى المتلقي وتنوع أساليب التمثيل طبقًا لتنوع الجالية. وأشار إلى أن المثقف ارتبط بفن التمثيل وأن التمثيل كان جسرًا بين السودانيين وبين الجاليات
وأشار إلى أن المرحلة الثالثة كانت مرحلة المواسم المسرحية، وتحدث عن الفرقة القومية للفنون الشعبية، ثم تحدث عن حب السودانيين للسينما.
ثم اختتمت الندوة برسالة من الدكتور يوسف عيدابي قرأتها صفاء البيلي، حيث أكد الدكتور عيدابي، بعد أن قدم واجب العزاء في المسرحي هاشم صديق على أهمية المسرح والمقاومة من خلاله، وأن المسرح الذي يبني الحياة يخرج للنور وعلى أهمية الخروج من عباءة الغير لخلق مسرح خاص للوصول للنشيد الخاص والإيقاع الخاص.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى