“فترة ضائعة”.. 

 

 

تتصاعد التكهنات حول مستقبل المدرب الصربي ميلوتين “ميتشو” سريدويفيتش على رأس الجهاز الفني لنادي المريخ ، وذلك على خلفية الأداء المتذبذب والنتائج المخيبة للفريق خلال مشاركته المؤقتة مع غريمه الهلال في الدوري الموريتاني الممتاز. وتأتي هذه المشاركة الاضطرارية نتيجة لتوقف النشاط الرياضي في السودان جراء الأوضاع السياسية الراهنة.

يبدو أن الهزيمة الأخيرة التي تلقاها المريخ أمام نادي سنيم الموريتاني بنتيجة 0-1، في المباراة التي أقيمت يوم الجمعة الماضي، قد مثلت نقطة تحول حاسمة في تقييم أداء المدرب الصربي. فبعد سلسلة من النتائج غير المستقرة، جاءت هذه الخسارة لتزيد من الضغوط الجماهيرية والإدارية على ميتشو، وتفتح الباب واسعًا أمام احتمالية رحيله عن قيادة الفريق في القريب العاجل.

تولى ميتشو مهمة تدريب المريخ في شهر يناير الماضي، وسط تطلعات كبيرة من قبل إدارة النادي والجماهير لتحقيق نقلة نوعية على المستوى الفني. وقد اصطحب معه مواطنه دوسان ستويانوفيتش، المدرب السابق لنادي إس سي فيلا، ليشغل منصب المدرب المساعد. إلا أن التجربة لم تسِر وفق ما هو مخطط لها، حيث لم يتمكن المدرب الصربي من تحقيق الانسجام المطلوب داخل صفوف الفريق أو ترجمة الإمكانيات الفردية للاعبين إلى أداء جماعي منظم ونتائج إيجابية مستمرة.

خلال العشر مباريات التي قاد فيها ميتشو الفريق، لم يتمكن المريخ سوى من تحقيق أربعة انتصارات فقط، مقابل تعادلين وأربع هزائم. وتُعد حصيلة الثلاث هزائم في آخر أربع مباريات مؤشرًا واضحًا على التراجع الحاد في مستوى الأداء وفقدان الثقة لدى اللاعبين. ويحتل المريخ حاليًا المركز السادس في جدول ترتيب الدوري الموريتاني الممتاز برصيد 36 نقطة من 25 مباراة، وهو مركز لا يليق بتاريخ وعراقة النادي وتطلعات جماهيره العريضة.

لم يقتصر الانتقاد على النتائج السلبية فحسب، بل امتد ليشمل الأداء الفني العام للفريق. فقد عبرت الجماهير الحمراء عن استيائها الشديد عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن فترة ميتشو لم تقدم أي إضافة فنية أو ذهنية للفريق. واتهمت الجماهير المدرب الصربي بالعجز عن فرض هوية واضحة للفريق داخل الملعب، مشيرة إلى غياب التنظيم التكتيكي، وتراجع الروح القتالية والانضباط بين اللاعبين.

في هذا السياق، أفادت مصادر مقربة من إدارة نادي المريخ بأن قرار إقالة ميتشو بات شبه محسوم، ومن المتوقع صدوره رسميًا خلال الأيام القليلة المقبلة. وتعمل الإدارة حاليًا على البحث عن بديل قادر على انتشال الفريق من هذه الفترة الصعبة وإعادته إلى المسار الصحيح. وتزداد الحاجة إلى قيادة فنية جديدة تتمتع بالقدرة على فرض الانضباط واستعادة ثقة اللاعبين، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها النادي على الصعيدين الداخلي والخارجي.