نهاية حلم المونديال.. صقور الجديان في مواجهة الوداع أمام الكونغو الديمقراطية
يستعد المنتخب السوداني لإنهاء مشواره في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 عبر رحلة صعبة إلى كينشاسا، حيث يحل ضيفاً على جمهورية الكونغو الديمقراطية يوم الثلاثاءورغم أن المباراة أصبحت تحصيل حاصل للسودان من ناحية التأهل، إلا أنها تشكل اختباراً حاسماً للمنافس الكونغولي الذي يقاتل على بطاقة المونديال المباشرة.
فبعد التعادل السلبي أمام موريتانيا في الجولة التاسعة التي أُقيمت في دار السلام، انتهت فعلياً آمال السودان في بلوغ المونديال، بعدما توقف رصيده عند 13 نقطة في المركز الثالث خلف السنغال المتصدرة بـ21 نقطة والكونغو الديمقراطية صاحبة المركز الثاني بـ19 نقطة. كانت المباراة أمام موريتانيا فاصلة بين الأمل والوداع، إذ دخلها “صقور الجديان” بفرصة ضئيلة تتطلب الفوز وانتظار تعثر المنافسين، غير أن غياب الفاعلية الهجومية والاكتفاء بالتعادل أطفأ آخر شمعة أمل لدى الجماهير السودانية التي كانت تحلم برؤية علم بلادها بين نجوم العالم في صيف 2026.
ورغم الخروج المبكر، فإن المنتخب السوداني خرج من التصفيات بوجه مشرف، إذ قدّم أداءً منضبطاً في أغلب الجولات، وتمكن من حصد نتائج مهمة أمام فرق تفوقه من حيث الإمكانات والتجهيز، وسط ظروف معقدة فرضتها الحرب وتشتت اللاعبين بين دول عدة. حافظ الجهاز الفني على روح الفريق واستطاع بناء مجموعة شابة من اللاعبين المحليين والمحترفين، قد تشكل نواة مشروع جديد في السنوات المقبلة.
ومع حلول الموعد الأخير في كينشاسا، يجد المنتخب السوداني نفسه أمام تحدٍ مختلف، فالمباراة ضد الكونغو الديمقراطية لا تحمل له حسابات التأهل، لكنها تمثل اختباراً حقيقياً في إنهاء المشوار بنتيجة إيجابية أمام منافس ما زال متمسكًا بفرصة التأهل حتى اللحظة الأخيرة. فوز السودان أو حتى تعادله قد يخلط أوراق المجموعة الثانية تمامًا، ويمنح أفضلية للسنغال التي تحتاج فقط إلى عدم الخسارة أمام موريتانيا لتأكيد تأهلها المباشر إلى كأس العالم.
في المقابل، يواجه المنتخب الكونغولي أزمة حقيقية قبل المباراة، بعد تأكد غياب اثنين من أبرز نجومه، هما لاعب الوسط الشاب نوح صديقي، نجم نادي سندرلاند الإنجليزي، الذي تعرض لإصابة في الكاحل ستُبعده عن اللقاء، والمهاجم المخضرم سيدريك باكامبو، نجم ريال بيتيس الإسباني، الذي سيغيب بداعي الإيقاف لتراكم البطاقات الصفراء. غياب الثنائي يمثل ضربة قوية للمدرب الفرنسي سيباستيان ديسابر الذي يعوّل على هذه المباراة لإنقاذ فرص فريقه في التأهل، حيث لا بديل أمام الكونغو سوى الفوز وانتظار تعثر السنغال في داكار أمام موريتانيا.
على الجانب الآخر، يواصل المنتخب السنغالي الدفاع عن صدارته بثقة كبيرة، بعد فوزه الكاسح على جنوب السودان بخماسية نظيفة، ليقترب أكثر من حسم بطاقة التأهل. ويكفي أسود التيرانغا الفوز على موريتانيا لضمان الوصول إلى مونديال 2026، في حين أن أي تعادل قد يضعهم في حسابات ضيقة إذا ما حققت الكونغو فوزًا عريضًا على السودان.
أما في بقية المجموعات الإفريقية، فلا تزال الإثارة في أوجها. فمنتخب غانا أصبح خامس فريق إفريقي يحجز مكانه رسميًا في المونديال بعد فوزه على جزر القمر في أكرا، ليلتحق بركب الكبار: الجزائر، مصر، المغرب، وتونس. وفي المقابل، تعيش مجموعات أخرى على وقع ترقب وتوتر شديد، أبرزها المجموعة الأولى التي تشهد صراعًا شرسًا بين الرأس الأخضر والكاميرون، حيث يحتاج الأول إلى الفوز على إيسواتيني لضمان التأهل، بينما يتمسك الثاني بفرصة أخيرة أمام أنغولا.
أما ساحل العاج، فاقترب من بلوغ النهائيات بعد أداء ثابت طوال التصفيات، ويكفيه الفوز على كينيا أو حتى التعادل في حال تعثر الغابون أمام بوروندي. وفي الجنوب الإفريقي، تشتعل المنافسة بين نيجيريا وبنين وجنوب أفريقيا، في ما يوصف بـ“مثلث النار”، إذ يدخل كل فريق بمعادلة معقدة تعتمد على فارق الأهداف ونقاط المواجهات المباشرة.