عطبرة ونفاياتها المتراكمة

عطبرة- ابتسام عبد الرحمن

تُعاني مدينة عطبرة عاصمة “الحديد والنار”، من تراكم النفايات، ما أدى إلى توالد الناموس والذباب والحشرات.

واستقبلت المدينة مؤخرا، آلاف النازحين الفارين من العنف والاقتتال بسبب الحرب التي اندلعت منتصف أبريل/ نيسان 2023، ما أدى إلى اكتظاظ المنطقة التي تعاني أصلًا من تدهور البنية التحتية وتدني الخدمات العامة.

وأدى تراكم النفايات في المدينة إلى انتشار الأمراض والأوبئة، خاصة الملاريا، والتيفويد وحمى الضنك والكوليرا.

تقول المواطنة أسماء محمد علي، من سكان “الحي الشرقي”، إن عربات النفايات ظلت غائبة داخل الأحياء السكنية، وأن البعض يرمي النفايات داخل الحي والأماكن العامة والمساحات والميادين الخالية.

وأوضحت أسماء لـ”أفق جديد”، أن “رمي النفايات والأوساخ بشكل عشوائي يؤدي إلى تراكم الذباب والبعوض، وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية مثل الملاريا والتيفويد وحمى الضنك والكوليرا”.

وأضافت: “هناك إهمال وعدم مبالاة من بعض المواطنين، وليس هناك ثقافة لوضع النفايات في أماكنها المحددة مما يؤدى إلى تراكمها”.

من جهته المواطن على حماد من سكان حي “السكة حديد”، أرجع ثقافة إلقاء النفايات داخل الأحياء غلى غياب عربات وناقلات النفاياتـ، وعدم وجود مكبات ثابتة.

وأوضح حماد، أن البعض يتجه لحرق النفايات، وهذا الأمر يؤدي إلى تلوث البيئة، إذ يعاني البعض من أمراض الأزمة وغيرها من أمراض الصدر.”

بينما تقول المواطنة سعاد عثمان التي تسكن أيضا حي “السكة حديد”: إن “عربات النفايات كانت تأتي إلى الأحياء السكنية كل أسبوع برسوم قدرها ألف جنيه، لكن كثير من المواطنين يرفضون دفع الرسوم”.

وأضافت سعاد في حديثها لـ”أفق جديد”: “بعض الناس لا يخرجون النفايات للعربة المخصصة، ويرمونها في مساحات الأحياء الخالية وهذا الأسلوب سيئ”.

من جانبه طالب المواطن، عبدالله عيسى، المحلية بوضع براميل داخل الأحياء لتجميع النفايات والأوساخ.

وشكا عيسى في حديثه لـ”أفق جديد”، من توالد الناموس والبعوض في الأحياء السكنية، بسبب تراكم النفايات، وطالب بضرورة إيجاد حل للمشكلة التي تسببت في تفشي الأوبئة والأمراض.

وأوضح عيسى أن المصارف ومجاري المياه المكشوفة ساهم أيضا في التلوث البيئي داخل مدينة عطبرة.

وأكد أن البراميل المكشوفة الممتلئة بالنفايات والقمامة، أصبحت بيئة مثالية لتوالد الذباب والبعوض ما أدى إلى التلوث البيئي وانتشار الأمراض داخل المدينة.

وأضاف: “عربات النفايات لا تأتي إلى الأحياء، ونضطر إلى رمي النفايات في الميادين العامة والساحات الخالية”.

إلى ذلك يقول مسؤول مشروع النظافة بمحلية عطبرة، خالد عبد الرحيم عبد الله، عندما سألناه من المعوقات والمشاكل حول أزمة تراكم النفايات: “المحلية لديها 5 عربات ضاغطة و4 جرارات، 2 من العربات الضاغطة معطلة، بينما تعمل بقية العربات وبعض الجرارات لتغطية 67 من الأحياء السكنية والأسواق الرئيسية والسوق العمومي والسوق الشعبي والميناء البري”.

وأوضح عبد الله أن حجم النفايات اليومي يبلغ حوالي طن يوميًا، وأن العربات المخصصة لنقل النفايات ليست بحالة جيدة وتحتاج إلى الصيانة.

ورغم تقليل المسؤول المحلي، من حجم النفايات، إلا أن مشهد الأطنان من النفايات المتكدسة كان شاخصاً في الأحياء والشوارع والميادين العامة وعلى أرصفة الأسواق بالمدينة.

وأشار عبد الله إلى عقد اتفاق شركة “جياد” بعد دخولها مؤخرًا إلى الولاية لإدخال عربات جديدة، لكن تلك العربات أعطالها كثيرة، لكن الشركة بالاتفاق مع شركة صينية وعدت بإصلاح الأعطال في فترة وجيزة.

وأضاف المسؤول المحلي، “الأعطال الكثيرة للعربات أدخلتنا في إحراج مع المواطن، عندما يكون لدينا برنامج لحمل النفايات، ومع عدم الالتزام بتقديم الخدمة للمواطن تصبح المشكلة كبيرة”.

ونوّه إلى أن محلية عطبرة تحتاج على الأقل إلى 6 عربات ضاغطة لتغطية مدينة عطبرة، وإزالة كل النفايات من المكبات حول المدينة.

وتابع: “سلوك المواطن تجاه التخلص من النفايات يعتبر مشكلة كبيرة ولابد من التوعية للحفاظ على البيئة”.

وبشأن تحصيل الرسوم، أفاد عبد الرحيم، “أفق جديد”، أن المحلية تفرض حوالي ألفي جنيه في اليوم على المحلات التجارية، لكنها لا تغطي تكلفة مشروع النظافة، خاصة وأن المحلية تصرف 500 جالون جازولين أسبوعيًا لعربات نقل النفايات بالإضافة إلى دفع استحقاقات العمالة.

من جهتها قالت مدير المشروع الفني لأعمال نظافة المحلية، حفصة محمد علي، إن العربات المعطلة تتم معاينتها بواسطة لجنة، ومن ثم تحديد إذا كانت تقبل الصيانة أم تخضع إلى الإحلال والإبدال بالعربات الجديدة.

وأشارت حفصة في حديثها لـ”أفق جديد”، إن المحلات التجارية في شارع كسلا والميناء البري بمدينة عطبرة أصبحت كثيرة جدا وتحتاج إلى جهود كبيرة لنقل النفايات.

وأضافت: “المواطن أصبح يرمي الأوساخ على الأسفلت وهذه عادة سيئة، ومواطن ولاية نهر النيل لم يكن لديه مثل هذا السلوك واعتبرتها ثقافة وافدة من العاصمة الخرطوم”.

وأوضحت حفصة أن “المحلية ستشرع في وضع براميل وسلال نفايات على الطريق لوضع النفايات بداخلها”.

واسترسلت بالقول إن المكبات التي خصصتها المحلية داخل المدينة صغيرة وغير عملية، وتحتاج إلى عربات ضاغطة لحمل النفايات إلى المحارق الكبيرة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى