البطانة ضحية الخذلان
ندى ابوسن
لم تكن البطانة إستثناءً من حيث الإنتهاكات التي إرتكبت فيها ، فحيث ما حلت أحد القوتين المتحاربتين حدثت الإنتهاكات و جرائم الحرب ضد المدنيين
غير أن البطانة كانت ضحية لخذلان الجيش و خيانة كيكل للدعم السريع في آن واحد .
حيث كان من الغباء بمكان ظهور كيكل في تمبول معلناً عن إنشقاقه عن الدعم السريع مما تسبب في إستفزاز قوات الدعم السريع التي تسيطر على منطقة البطانة خاصة مع ظهور الجيش والإتفاف الذي حظي به من أهالي المنطقة التى سيطر عليها الدعم السريع بقيادة كيكل لعدة أشهر دون أن تحدث إنتهكات في حق المواطنين ، سوى بعض الحوادث المعزولة و التي جابهها كيكل بصرامة .
و كنا نسمع هنا و هناك عن أن كيكل يعمل لصالح الجيش من داخل الدعم السريع
الأمر الذي يفسر طريقة إستقباله دون محاسبة و صدور العفو عنه و الترقية التي نالها .
لكن كيكل لم يحسب لردة فعل الدعم السريع تجاه أهل منطقته الذين دعاهم الى الإستنفار لمجابهة الدعم السريع القوة المدربة و المدججة بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة مما تعتبر من وجهة نظري دفعاً إلى الإنتحار
و الأخطر كان هو إنتقال الحرب إلى مربع الحرب الأهلية و التي ظل الكيزان و مليشياتهم يدفعون نحوها عبر نشرهم لخطاب الكراهية ، و التحريض على العنف و إصدار القوانين التي تستهدف اثنيات محددة.
كقانون الوجوه الغريبة و عبر الممارسات العنصرية و القتل على الهويه.
و قد تحقق لهم ذلك للأسف في البطانة التي يدفع أهلها فاتورة غالية قتلاً و ونزوحاً تشريداً جراء إستجابتهم لهذا التحريض .
في الواقع قد أضحت معظم قرى شرق الجزيره أثراً من بعد عين خالية من سكانها بعد أن إجتاحها الدعم السريع الذي لم يفرق ما بين من حمل السلاح و من لم يحمله
و كنا نتوقع من قيادات قبيلة الشكرية وبعد أن قد خاطبها الكثيرين من حكماء أهل السودان و السياسيون و الكتاب عبر عدة منابر من خطورة الإنجرار نحو العنف و تحكيم صوت العقل و الحكمة و عدم تعريض المواطنين الى الإبادة الجماعية،
خاصة و أن القبيله تذخر بالكثير من العقلاء و الحكماء و المدركين إلى أن نقلت الحرب إلى البطانة و الجزيرة بصفة خاصه كان عملاً مقصوداً من قيادات الجيش التي تخشي من وصول الدعم السريع إلى شمال السودان حيث الموارد التي تمول الحرب و تملأ جيوب القطط السمان الذين سمسروا في كل ما يجلب لدعم هذه الحرب
و ربما حمايةً لحواضنهم الإجتماعية و أن كنت أشك في ذلك لأن المتأسلمين لا يعنيهم أهل و لا سواه كل همهم هو أنفسهم و ما ينهبوه من أموال الشعب السوداني
و بالرغم من ذلك إنساق الكثير من أهل البطانة الى خطاب الكراهية المحرض و الداعي إلى الحرب ليدفع إنسان البطانة ثمن عودة المؤتمر الوطني إلى السلطه من دمه و ماله و عرضه
و قد تناول الكثير من الكتاب ما حدث من إنتهاكات و جرائم ضد الإنسانية في البطانه و لكني نأيتُ بنفس عن الكتابه في الأمر حتى لا أكون منحازة لأهلي و عشيرتي الذين أحمل البعض منهم مسؤولية ما حدث في البطانة و ماسيحدث
و من هنا أناشد مجدداً أهلي في البطانة بتحكيم صوت العقل و الحكمة و تجنب الإنجرار إلى المزيد من العنف الذي سيجر البلاد إلى محرقة كبيرة لا تبق و لا تذر.