العطش .. جنجويد مدني الجديد

 

بنية تحتية متصدعة وأزمة حادة في الخدمات بعد تدمير المحطات الرئيسية.. حاضرة الجزيرة تنشد التعافي

باستخدام الطاقة الشمسية تم تشغيل 44 بئرًا فقط من أصل 109  بينما تعمل المحطة الرئيسية بنسبة

30 في المئة من طاقتها  لتشغيل الخط الرئيسي أعلنت شركة توزيع الكهرباء وصول

106 برميلًا من زيوت المحولات لتغذية ود مدني بالتيار الكهربائي 

 

 أفق جديد

دمار هائل لحق بالبنية التحتية للمؤسسات الخدمية والاقتصادية إثر الحرب التي دارت رحاها في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، التي تبعد 180 كيلومترًا عن العاصمة الخرطوم.

وتعاني المدينة من شح في مياه الشرب عقب استعادة الجيش السوداني لولاية الجزيرة في 11 يناير الماضي، بسبب تخريب محطات المياه وانقطاع التيار الكهربائي.

تقول المواطنة سمية عبد الله، من “حي التلفزيون”، إنها تعاني من جلب مياه الشرب من مكان بعيد من منزلها الذي يقع شرق الشارع (الأسفلت).

وأضافت سمية في حديثها لـ “أفق جديد”: “لقد جاء شهر رمضان ولا تزال أزمة مياه الشرب باقية، لقد تعبت من حمل المياه كل صباح مع ارتفاع درجات الحرارة العالية “.

وأكدت أن “المعاناة تزداد مع حلول شهر رمضان باعتبارها أن استهلاك المياه سيكون أكثر”.

 وطالبت سمية من حكومة الولاية حل هذه الأزمة التي اقتربت من شهرها الثاني منذ استعادة الجيش للولاية.

من جهته يقول المواطن، أحمد يوسف، إن الصراع المسلح دمر محطات الكهرباء والمياه بشكل كامل، ما أثر سلبًا على عودة المواطنين إلى المدينة.

وأوضح يوسف في حديثه لـ”أفق جديد”: أن المياه مقطوعة عن كامل أحياء المدينة، والمدينة تحاول النهوض مرة أخرى، لكن المسألة تحتاج إلى جهود كبيرة.

من جهتها تقول المواطنة عبير الفكي، إن جميع محولات الكهرباء تعرضت للسرقة والتخريب، ما أدى إلى توقف محطات المياه بالمدينة.

وأشارت الفكي في حديثها لـ “أفق جديد”: إلى أن المواطنين يعانون في الحصول على مياه الشرب خاصة في شهر رمضان.

وأضافت، “أصحاب عربات الكارو التي تجرها الدواب يجلبون المياه من النهر ويبيعونها للسكان الذين قرروا البقاء في ود مدني رغم الحرب “.

ونوهت عبير، إلى أن الحكومة شرعت في إعادة خدمات المياه والكهرباء إلى المدينة، لكن يبدو أن المسألة تحتاج إلى بعض الوقت.

يقول مدير عام هيئة مياه ولاية الجزيرة، محمد العوض، إن مدينة ود مدني تعاني حاليًا من شح في مياه الشرب بسبب تخريب محطات المياه بواسطة قوات الدعم السريع في الفترة الماضية.

وأوضح العوض في حديثه لـ “أفق جديد”: أن انقطاع التيار الكهربائي وتخريب خطوط المياه في بعض الأحياء أسهم في أزمة العطش بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.

وأشار إلى أن أسباب شح مياه الشرب داخل مدينة ود مدني يرجع إلى تقليص عدد الآبار من 109 إلى 44 تم تشغيلها بنظام الطاقة الشمسية، مؤكدًا أنهم مستمرين في مد بقيت الآبار من أجل تشغليها في الأحياء التي لم تصلها مياه.

 وقال إن “المحطة المياه الرئيسية لمحلية مدني الكبرى تعمل بنسبة 30% فقط من التأهيل كمرحلة الأولى، وأشار أن الأيام القادمة سيتم تشغيل المحطات الأخرى لكي تصل مياه الشرب كل أحياء مدني “.

من جانبه يقول المهندس محمد عباس إن “محطات المياه تعرضت لخراب شامل بسبب اندلاع الحرب في ولاية الجزيرة، ونهب كل الآليات من قبل الدعم السريع لهذه الأسباب تواجه الولاية شح في مياه الشرب “.

موضحًا أن “أكبر التحديات التي تعيق تشغيل المحطات انقطاع التيار الكهربائي، وتخريب بعض خطوط المياه في الأحياء “.

في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني في العام الماضي، خرجت أغلب محطات مياه الشرب عن الخدمة، مما تسبب في أزمة مياه حاد في ولاية الجزيرة، وبعد استعادة الجيش للمدينة تمت إعادة تشغيل محطات المياه بنسبة 30٪ عبر نظام الطاقة الشمسية.

وفي 8 فبراير الماضي، أعلن وزير البنى التحتية والنقل في ولاية الجزيرة، المهندس أبو بكر عبد الله، انطلاقة تشغيل محطة مياه مدينة ود مدني.

وقال الوزير في تصريحات إعلامية – وقتها- إن المحطة ستعمل بكامل طاقتها الإنتاجية البالغة 20 ألف متر مكعب في اليوم، وتغذي الأحياء الغربية ووسط مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة.

وامتدح وزير البُنى التحتية بولاية الجزيرة دور والي الولاية وهيئة المياه والمقاومة الشعبية في العمل لصيانة وتأهيل المحطة بعد الدمار والضرر الكبير الذي أصابها من قوات الدعم السريع، وجدد التزام وزارته بمعالجة مصادر المياه الجوفية بتركيب وحدات الطاقة الشمسية.

وطيلة عام من سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني وأجزاء أخرى من ولاية الجزيرة، عانى المواطنون من انقطاع تام للتيار الكهربائي والمائي، إضافة إلى انهيار الخدمات الأساسية التي تتمثل في توقف المستشفيات الرئيسية والأسواق، وغلاء وندرة الأدوية المنقذة للحياة.

 وجراء فشل قوات الدعم السريع في تسيير شؤون الحياة العامة في ود مدني، تعرضت البنية التحتية لانهيار واسع شمل خطوط الكهرباء، ومقر البنك المركزي، وجامعة الجزيرة، والميناء البري الذي استعاد بعض خدماته بتشغيل الرحلات السفرية قبل أيام قليلة.

وفي 7 فبراير 2025، أعلن مدير الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء، مصعب عبد القادر بابكر، وصول 106 برميلًا من زيوت المحولات لتشغيل الخط الرئيسي الذي يغذي ود مدني بالتيار الكهربائي.

وقال مدير الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء، وفق لجنة مقاومة حي الدباغة جنوب، إن عودة التيار الكهربائي ستبدأ تدريجيًا لتشمل المرافق الاستراتيجية مثل محطة المياه الرئيسية والمرافق الصحية.

وفي الحادي عشر من يناير 2025 تمكن الجيش السوداني من استعادة مدينة ود مدني، بعد هيمنة استمرت لأكثر من عام بواسطة قوات الدعم السريع.

وبعد تحرير مدينة ود مدني من قوات الدعم السريع بدأت رحلة عودة عكسية للمواطنين الذين فروا من المدينة بعد اجتياحها بواسطة قوات الدعم السريع في أكتوبر 2023، وشهد الأسابيع الماضية عودة مئات النازحين إلى مدينة ود مدني من ولاية كسلا شرقي السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى