منصة للدفع الموحد تحفيز للاقتصاد

طاهر المعتصم

طاهر المعتصم

من على الشرفة

taherelmuatsim@gmail.com

 

تجد أسواق التداول في العملات الرقمية اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين، ونجد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد وقع عددًا من القرارات لصالح تنظيم سوق العملات الرقمية، إذ أضحت عملة مثل (البتكوين) مستخدمة على نطاق واسع.

سعدت بالمشاركة في نقاش (منصة الدفع الموحدة.. خطوة نحو التحول الرقمي والشمول المالي)، ورقة مهمة قدمتها الدكتورة (عسجد يحيى الكاظم) وعقب عليها الصديق دكتور (خالد التجاني) المهتم بالشأن الاقتصادي، في منتدى شموس ميديا، بنادي النيل المعادي بالقاهرة الأسبوع الماضي. فكرة المنصة الإلكترونية الواحدة لنقل الأموال بين الحسابات في البنوك المختلفة، نموذج منصة (انستا بي) في مصر التي يشرف عليها البنك المركزي، وفي عدد من الدول توفر الشمول المالي، طيلة الفترة منذ اندلاع الحرب، وكان تطبيق (بنكك) التابع لبنك الخرطوم، الاكثر وقوفًا ومساندة للمواطن الذي يملك حسابًا في بنك الخرطوم.

إبان الفترة الانتقالية، حققت الحكومة تقدمًا ملموسًا في برامج السياج الاجتماعي لتخفيف وطأة الاصلاحات الهيكلية للاقتصاد، مثال ذلك برنامجي (ثمرات وسلعتي)، وسخرت الدفع الإلكتروني المباشر لذلك، عبر التحويل المالي المباشر للمستحقين، شركات الاتصالات الثلاثة وضعت عمولة على التحويل المباشر، قام البنك الدولي بتحمل العمولات التي وضعتها شركة الاتصالات، ونجح البرنامج بشهادة المراقبين، في إيصال الأموال للمستهدفين على الهواتف العادية وليست الذكية.

في ورقتها تقول الدكتورة عسجد إن التطور التكنولوجي للعمل المصرفي شهد تراجعًا بسبب الحرب، وأن إعادة البناء تتطلب رؤى إستراتيجية، وحلولًا مبتكرة تمكن السودانيين من الاستفادة من التقنيات المتطورة. تواصل الورقة في حصر المهددات وتجملها في (البنية التحتية للمصارف، انعدام الثقة، نقص السيولة، ضعف الاتصال بالنظام العالمي المصرفي، الأزمات الأمنية، عمليات القرصنة، التضخم، القيود التشريعية)، وأرفقت الحلول المقترحة للتحديات الماثلة.

في تقدير مقدمة الورقة أن الفرص متوفرة، لقيام منصة دفع إلكتروني موحدة تضم أغلب البنوك السودانية، مما يسهم في الشمول المالي، مستشهدة بتجارب ناجحة في (كينيا، ومصر، والهند، وباكستان)، مضيفة مقترحًا عمليًا لقيام منصة سودانية موحدة، تقلل الاعتماد على النقد، وتعزز الشمول المالي، وتحفز الاقتصاد الرقمي، وتدعم الحكومة الرقمية.

في تقديري أن منتدى شموس ميديا حرك كثيرًا من المياه الراكدة، عبر تقديم الورقة والنقاش المستفيض من المهتمين، والتوصيات التي قدمت، المطلوب من بنك السودان المركزي وشركات الاتصالات الثلاث، التقدم نحو الأمام ودراسة التوصيات، على أمل أن يتم تحفيز الاقتصاد المنهك.

في ظل تبديل العملة، وما نتج عنه من أزمة في توفر أوراق البنكنوت (الكاش)، والأحاديث عن أزمة تواجه المزارعين في تحضير الموسم الصيفي، بسبب هذه الأزمة، ماذا إن تراجعت شركات الاتصالات عن تعنتها في توفير الخدمة للهواتف العادية عبر رسائل نصية، وتقدم بنك السودان المركزي للأخذ بزمام المبادرة، لتأسيس منصة دفع إلكتروني موحدة، تقلل الحاجة للبنكنوت.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى