الموسيقيون السودانيون ينسجون جسوراً مع مجتمعات اللجو

مقابلة:

  • الموسيقى  عبرت عن ما يعتصر السودانيين من ألم وحنينهم للوطن
  • الموسيقى السودانية تقاوم الاندثار في الشتات
  • الدكتور الموسيقي كمال يوسف

لـ”أفق جديد”

  • الموسيقيون السودانيون ينسجون جسوراً مع مجتمعات اللجوء..
  • الموسيقى السودانية ستبقى حية ما دام هناك من يغني بها.

 .في ظل الحرب التي عصفت بالسودان منذ 15 أبريل 2023، وجد المبدعون السودانيون، لا سيما الموسيقيين، أنفسهم في قلب المعاناة مثلهم مثل بقية أبناء وطنهم. وبين شتات قاسٍ، وفقدٍ للآلات والمساحات، يحاول الموسيقي السوداني لملمة ذاته ومواصلة الحياة والإبداع. في هذا الحوار، نسلّط الضوء على واقع المبدعين السودانيين في المهاجر، والتحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهونها، والدور المتجدد الذي تلعبه الموسيقى في التخفيف، والصمود، وبناء الجسور بين الثقافات، والحفاظ على هوية باتت مهددة بالضياع. وفي هذا السياق التقينا بالدكتور كمال يوسف. الموسيقي الغنيٌ عن التعريف، فهو أكاديمي وباحث موسيقي من الطراز الرفيع ومساهماته الأكاديمية والإبداعية متواترة في كثير من المنابر والفعاليات، بالإضافة إلى أنه مؤسس وقائد أوركسترا التِبر التى  تسعى  إلى المزج بين التراث والحداثة في أعماله،ا وتحرص على إظهار جماليات الموسيقى السودانية وخصائصها المميزة.

.إلى مضابط الحوار: 

القاهرة : محمد إسماعيل

  • كيف تقيّم حال المبدعين السودانيين في المهجر بعد اندلاع الحرب؟

المبدعون السودانيون والموسيقيون منهم، مثلهم مثل بقية أبناء الشعب السوداني الذين وجدوا أنفسهم بلا حولٍ لهم ولا قوة في هذا الشتات، سواءً أكانوا نازحين في مدن السودان المختلفة، أو كانوا ممن لجأوا إلى دول الجوار وغيرها، وكلهم عانوا فقدهم لوظائفهم ودخلهم المنتظم، ومنهم من فقد آلته الموسيقية، أو فقد أجهزة أخرى، ومنهم من فقد استوديوهات وتسجيلات وأشياء لا يمكن تعويضها. وهم في مهاجرهم يحاولون مواصلة الحياة والتأقلم مع الواقع الجديد.

  • ما أبرز التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه الموسيقيين السودانيين في الشتات؟

 التحديات النفسية والاجتماعية كثيرة، بدءاً بإمكانية ممارستهم لمهنتهم كموسيقيين عازفين أو مغنيين، وما يمكن أن يقف في طريقهم من عقبات تتصل بقوانين الدول المختلفة، وعلى المستوى الاجتماعي لا شك يواجهون الظروف ذاتها المتمثلة في إعالة الأسرة والسكن والمدارس، وغير ذلك.

  • هل يمكن للموسيقى أن تكون وسيلة للتعافي النفسي للمبدعين والجمهور في دول اللجوء؟

يمكن أن تكون الموسيقى وسيلة للتعافي النفسي للمبدع إن وجد الفرصة لمزاولتها، نحن لدينا تجربتنا في القاهرة على مدى أكثر من عام، حيث جمعّنا أنفسنا وأعدنا تكوين أوركسترا التِبر وهي الآن تضم أكثر من ثلاثين موسيقياً وموسيقية، وتعاونّا مع عدد من المطربين في حفلات موسيقية وغنائية منذ مايو ٢٠٢٤، ولم يقتصر التأثير الإيجابي والتعافي النفسي فقط للموسيقيين، بل لاحظنا ذلك على الحضور الكبير من الجمهور الذي تفاعل مع ما قدمناه من أعمال موسيقية وأغنيات وطنية إلى حد البكاء.

  • كيف تساهم الموسيقى في خلق مساحة للتعبير عن الألم الجماعي والحنين للوطن؟

عبرت الموسيقى عن ما يعتصر السودانيين من ألم وحنينهم للوطن من خلال انفعالهم مع الأغنيات الوطنية مثل يا وطني يا بلد أحبابي التي لم تغن في حفل إلا ورددها السودانيون وهم يذرفون الدموع وغيرها من أغنيات.

  • كيف يمكن للفنان السوداني في الشتات أن يسهم في تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة؟

 يمكن للفنان السوداني في الشتات أن يخلق حواراً مع المجتمعات المضيفة من خلال التواصل عبر الورش المشتركة، أو المعارض الفنية المشتركة وهناك تجارب في هذا الإطار، وفي الموسيقى هناك تواصل بين الموسيقيين السودانيين وبخاصة مجموعات الشباب العديدة مع أقرانهم من المصريين في القاهرة مثلاً، ونحن في أوركسترا التِبر تعمل معنا بشكل منتظم عازفة الشيلّو كاترينا أندراوس، والباب مفتوح أمام غيرها من الموسيقيين، ولدينا مشروع لمزيد من التعاون مع موسيقيين من مصر؟

 من الملاحظ تأثير الموسيقى والغناء السوداني في مصر حيث شاهدنا أكثر من مرة أداء أغنيات سودانية من مجموعات مصرية كان آخرها أداء السلام الجمهوري السوداني من مجموعة من الشباب المصري.

  • كيف أثرت ظروف الحرب والتهجير على استمرارية إنتاج الأعمال الموسيقية؟

 في القاهرة انتج العديد من الشباب برامج موسيقية وأغنيات في برامج مثل برنامج (معاك المايك) على منصة تلفزيون التي استضافت العديد من هذه المجموعات وهناك برامج أخرى. 

إنتاج الأعمال الموسيقية؟

  • ما هي الوسائل التي لجأ إليها الموسيقيون السودانيون لمواصلة أعمالهم (استوديوهات بديلة، تعاونات عن بُعد، إلخ

 واصل الموسيقيون السودانيون اعمالهم من خلال كل ما هو متاح مثل إحياء حفلات المناسبات الاجتماعية . وتكوين الفرق الموسيقية، كما واصل البعض في مجالات أخرى مثل الأستاذ علي الزين الذي أعاد افتتاح مركزه لتدريس الموسيقى، وهناك العديد ممن يعملون في تدريس الموسيقى في المدارس السودانية. 

  • ما الدور الذي تلعبه الموسيقى في الحفاظ على الهوية الثقافية السودانية وسط الشتات؟

 الموسيقى واحدة من المظاهر الثقافية لأي جماعة إنسانية، والموسيقى السودانية مظهر مهم من مظاهر الثقافة، وممارستها والتفاعل معها من قبل الجمهور السوداني وتعريف المجتمعات المضيفة بها يعد من أشكال الحفاظ على الهوية السودانية وإحيائها في ظروف الشتات الحالية.

  • كيف ترى مستقبل الموسيقى السودانية في ظل هذا الشتات الاضطراري؟

 الموسيقى كتراث لا مادي ستظل حية رغم ظروف الحرب والشتات، فهي ليست كالتراث المادي الذي يمكن أن يتم تدميره أو الابتعاد عنه، لذا ستظل الموسيقى السودانية حية ومتجددة وهذا ما يؤكده واقع الحال في ممارسات الشباب وتناولهم للتراث الغنائي السوداني وانتاجهم لأعمالهم الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى