تقرير أممي يدعو الى توسيع ولاية الجنائية الدولية لتشمل كل السودان

مقتل أكثر من 3 آلاف مدني سوداني

أفق جديد
دعا  تقرير أممي  الى تمديد ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل السودان كله مشددا على ضرورة حماية المدنيين وكشف التقرير عن مقتل ما يقدر بنحو 3933 مدنيًا في السودان، منهم ما لا يقل عن 199 امرأة و338 طفلًا، وإصابة 4381 آخرين، منهم 97 امرأة و140 طفلًا.
وتضمن التقرير الصادر عن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، في الفترة من (16 ديسمبر2023- 15نوفمبر 2024) واطلعت عليه “أفق جديد”، مقابلات مع 776 مصدرًا (453 رجلًا و303 نساء و9 فتيان و11 فتاة).
وأوضح التقرير أن التعديلات التي أُدخلت على قانون المخابرات العامة لعام 2010 في فبراير 2024 منحته حصانة من الملاحقة القانونية القضائية عن جميع الأفعال التي يرتكبها أفراد أثناء تأدية مهاهم، مما يثير شواغل بشأن استخدام الجهاز سلطات إنفاذ القانون على نحو تعسفي وغير مبرر وما قد ينتج عن ذلك من إفلات من العقاب.
وأشار التقرير إلى أن المرسوم الدستوري رقم 6/2024 الذي أقر في 27 أبريل 2024 منح مجلس الأمن والدفاع سلطة إعلان حالة الطوارئ بناءً على طلب من مجلس الوزراء وتقديم توصية إلى المجلس السيادي الانتقالي تدعو إلى إعلان الحرب.

ونبه التقرير الأممي إلى استمرار فرض حالة الطوارئ في معظم الولايات، وفُرض أو جُدد ما لا يقل عن 115 أمر طوارئ لتنظيم حظر التجوال وتقييد الحركة وتقييد حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي.
وأكد أن “معظم تلك الأوامر غامضة ومُدد تطبيقها لفترات طويلة، ولم تستوفِ المعايير الدولية لحقوق الإنسان المنطبقة على حالة الطوارئ، بما في ذلك متطلبات الشرعية والضرورة والتناسب.”
وذكر التقرير، أن الفاشر وما حولها في شمال دارفور، أشارت تقديرات المفوضية إلى مقتل 832 مدنيًا، منهم ما لا يقل عن 79 امرأة و111 طفلًا، وإصابة 1678 آخرين، منهم ما لا يقل 45 امرأة و36 طفلًا، منذ مايو 2024، لأن طرفي النزاع شنّا مرارًا غارات جوية وقصفًا مدفعيًا كثيفًا على البنية التحتية المدنية.
وأضاف، “على سبيل المثال، قصفت قوات الدعم السريع مخيم أبو شوك للنازحين داخليًا في الفاشر في مناسبتين منفصلتين على الأقل، في 22 مايو و27 أغسطس 2024، مما أسفر في البداية عن مقتل 24 شخصًا، منهم ما لا يقل عن 8 أطفال وامرأتين، وإصابة ما لا يقل عن 30 آخرين، وقيل إن الهجمات شُنت لاستهداف قائد من فصيل منشق عن جيش تحرير السودان – جناح عبد الواحد ينتمي إلى قبيلة الفور، ويُزعم أن هذا القائد كان موجودًا داخل المعسكر”.

وتابع، “وفي ثلاث حوادث منفصلة في يوليو 2024، سقطت عدة قذائف مدفعية على سوق المواشي والأحياء المحيطة به في الفاشر وقيل إن قوات الدعم السريع أطلقتها، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 43 مدنيًا، منهم فتّيان وفتاة واحدة، وإصابة ما لا يقل عن 97 آخرين، وفي 26 سبتمبر 2024، تعرض السوق نفسه والأحياء المحيطة به لقصف بقذائف مدفعية قيل إن قوات الدعم السريع أطلقتها، مما أسفر عن مقتل 27 مدنيًا منهم 5 أطفال و4 نساء”.
وزاد، “وفي 4 أكتوبر 2024، قيل إن القوات المسلحة السودانية شنّت غارة جوية على سوق للماشية في محلية كتم، شمال غرب الفاشر، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 مدنيًا، منهم 12 امرأة و10 أطفال، وإصابة ما لا يقل عن 150 آخرين، وأحرقت الغارة الجوية السوق ودمرت كميات كبيرة من البضائع والمنتجات”.
ومضى التقرير قائلًا: “وبالإضافة إلى ذلك في 12 أكتوبر 2024، قُتل 23 مدنيًا، منهم نساء وأطفال، وأُصيب 40 أخرون في غارة جوية شنتها القوات المسلحة السودانية على السوق المركزي في منطقة الأزهري في الخرطوم، وزُعم أنها استهدفت عناصر من قوات الدعم السريع قيل إنهم كانوا يتسوقون في السوق. ودُمر أيضًا العديد من المتاجر في الهجوم”.
وأوضح أن التقارير أفادت أيضًا “بوقوع هجمات في إقليم كردفان، فعلى سبيل المثال، في 5 أكتوبر 2024، قُتل ما لا يقل عن 30 مدنيًا وأُصيب أكثر من 100 آخرين في عدة غارات جوية شنتها القوات المسلحة السودانية على سوق عام في محلية جبرة الشيخ غرب مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان. وفي 7 أكتوبر 2024، قيل إن قوات الدعم السريع شنت هجومًا على قرية الدموكية في محلية خور طقت في ولاية شمال كردفان، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 19 مدنيًا منهم 3 فتيان وإصابة العديد من المدنيين”.
وحسب التقرير، “هاجمت قوات الدعم السريع في 30 مارس 2024 عدة قرى في منطقة غرب مصنع سكر سنار، في محلية سنار، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 29 شخصًا وإصابة 16 آخرين. وفي حادث آخر، قيل إن قوات الدعم السريع هاجمت قرية جلقني في ولاية سنار في 15 أغسطس 2024، مما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصًا، منهم 24 امرأة وطفلًا، وإصابة العديد من الأشخاص الآخرين”.
وقال: “وفي 5 يونيو 2024، هاجمت قوات الدعم السريع قرية ود النورة في ولاية الجزيرة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 120 شخصًا. وقيل إن بعض المدنيين حملوا السلاح دفاعًا عن النفس. وفي حادث رمزي آخر، في 25 أكتوبر 2024، قيل إن قوات الدعم السريع شنت هجمات على قريتي السريحة وأزرق في محلية الكاملين في شمال شرق ولاية الجزيرة أسفرت عن مقتل 141 مدنيًا منهم ما لا يقل عن 10 أطفال وامرأتين حاملين، وإصابة أكثر من 200 آخرين”.

وطبقًا للتقرير فإن القتال أثر بشدة على الأشخاص المشمولين بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني والصحي. وعلى سبيل المثال، في 22 يونيو 2024، قيل إن قذيفة أطلقتها قوات الدعم السريع عل المستشفى السعودي للنساء والتوليد في الفاشر أصابت الصيدلية التي تقع داخل المستشفى، مما أسفر عن مقتل صيدلانية وأربعة مدنيين.
وفي 19 أغسطس 2024، أفادت منسقية الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان بأن ما لا يقل عن 22 من العاملين في مجال تقديم المعونة قتلوا أثناء تأدية واجبهم وأُصيب ما لا يقل عن 34 آخرين”.
وحسب التقرير، “سُجل 88 هجومًا عنيفًا على المدارس منذ بداية النزاع حتى مايو 2024. وفي 14 مارس 2024، قيل إن القوات المسلحة السودانية شنت ما لا يقل عن ثلاث غارات جوية على مدرسة الحضرة الابتدائية الحكومية في قرية الحضرة محلية دلامي، ولاية جنوب كردفان، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 14 مدنيًا، منهم 10 طلاب (5 فتيان و5 فتيات)، ومعلمان، وإصابة 44 طالبًا آخر (25 فتى و19 فتاة).
وفي 14 أغسطس 2024، قيل إن قصفًا شنته قوات الدعم السريع طال مدرسة أبو ستة للبنات في الأبيض في ولاية شمال كردفان، مما أسفر عن مقتل 10 فتيات ومعلمة واحدة وإصابة 10 فتيات ومعلمتين.”

وفيما يتعلق بالعنف الجنسي، فإنه خلال الفترة المشمولة بالتقرير، تلقت المفوضية تقارير موثقة عن 60 حادث عنف جنسي، متصلًا بالنزاع، بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي، شملت ما لا يقل عن 83 ضحية (62 امرأة، و18 فتاة، و3 رجال)، وبذلك يصل العدد الإجمالي لحوادث العنف الجنسي المتصل بالنزاع التي وثقتها المفوضية منذ بداية النزاع إلى 120 حادثًا، شملت ما لا يقل عن 203 ضحايا (162 امرأة، و36 فتاة، و4 رجال وفتى واحد). ووقع 40 حادثًا من تلك الحوادث في ولاية الخرطوم، و65 حادثًا في إقليم دارفور. أما الحوادث المتبقية فقد وقعت في ولاية الجزيرة، والقضارف وكسلا، وشمال كردفان، والبحر الأحمر، وغرب كردفان، وعلى الطريق في ولايات غير محددة”.
وقال: “وفي أكثر من 70 في المائة من إجمالي 89 حادثًا وُثق، تورط رجال يرتدون زي قوات الدعم السريع ومسلحون تابعون للقوات ذاتها في ارتكابها، بينما تورطت القوات المسلحة السودانية في ثلاثة حوادث. وتورط اثنان من أفراد قوات الأمن ورجل من حركة مسلحة متحالفة مع القوات المسلحة السودانية في ارتكاب ثلاثة حوادث، بينما تورط مسلحون يرتدون زيًا مجهول الهوية في ستة حوادث”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى