المتغيرات الدولية وأثرها على السودان في ظل الحرب كحليف مباشر لأحد الأطراف

 

حاتم أيوب أبو الحسن

رغم تسارع الأحداث الدولية في ظل الحرب في السودان، وسعي المجتمع الدولي الحثيث لوضع حدٍ للصراع والعودة إلى منبر التفاوض، فإن الحرب لم تكن إلا من أجل السلطة والفوز.

تظهر هنا التحالفات الداعمة لأطراف الحرب، إذ لم يكن السودان بعيدًا عن مساحة التنافس الدولي، لا سيما مع أهمية ساحل البحر كموقع جيو استراتيجي لعدد كبير من الأطراف في العالم، ومنهم التحالف الذي تنضوي تحته السلطة الموجودة الآن في ذات الساحل، وهي حليف معلن من خلال توجهات تلك السلطة ومواقفها.

لقد أصبحت هذه السلطة أحد الأطراف غير المباشرين ذوي الأهمية في ترتيب أهداف العملية الجارية والتصعيد بين الحلفاء، والمتمثلين في إيران وإسرائيل، مع بروز السودان كموقع للمنفعة الجيوسياسية.

تتأثر السلطة الحاكمة هناك مباشرة، ويشوبها الخطر، خاصة بعد تحولها من الاتفاقية الإبراهيمية إلى الطرف الذي يُنظر إليه بوصفه وجهًا للإرهاب، وذلك وفقًا للتصنيف الذي يبني عليه التحالف الجديد سياساته لكبح جماح النفوذ واستغلال الساحل بين الأطراف المتحاربة وحلفائهم.

 بالإضافة إلى ذلك، هناك مسببات أخرى، من بينها خطورة القواعد وتهديد الخطر كما تردده إسرائيل، الأمر الذي لم يُسعف الوضع في السودان، ولم يسهم في إيقاف الحرب، كما كان يسعى إليه المجتمع الدولي.

الارتباط المباشر بحلف السلطة القائمة لا يجعل من الاستقرار أمرًا قريبًا في السودان، فبعد قيام الحرب والتطورات الجديدة، ستتغير الموازين لصالح القوى المناوئة، التي تلوّح حتى الآن بتأسيس سلطة جديدة.

التطورات العالمية تُلقي بظلالها المباشرة على الأوضاع في السودان، وستتأثر بها أيضًا السلطة القائمة في بورتسودان، التي ستدفع كلفة الحرب ويطالها رأس الرمح، ما دامت عازمة على المضي في الطريق القديم، في ظل المتغيرات واللعب في المعبر الدولي المهم مع القوى العالمية.

كما يتأثر رئيس الوزراء الذي تم تعيينه مؤخرًا بعناية، إذ يتسابق مع التطورات الإقليمية والدولية تجاه السودان، بما فيها الحظر الأمريكي، الذي لم يسمح له بأن يفعل شيئًا.

فإذا تمت السيطرة على الأوضاع وعاد الهدوء الإقليمي، ستعود للسودان فرصة جديدة نحو إيقاف الحرب، عبر سلطتين تتوحدان وفقًا لتأسيس جديد، ويرأسها رئيس الوزراء المنقلب عليه قبل الحرب، عبد الله حمدوك، وذلك كنتيجة لاتفاق سياسي حسب التصور المقترح والرغبة الخفية لأطراف الحرب العسكريين، بمعزل عن القائد الفعلي للحرب في السودان، الذي يبدو أنه يريد شيئًا آخر.

أما إذا لم يتحقق الهدوء قريبًا، فسيتأثر السودان بتجدد الحرب ودعم الأطراف، ما دامت السلطة القائمة لها حليف مباشر في الحرب، حيث سيتم البحث عن دعم لترجيح الكفة السياسية وتكسير النفوذ، وهو ما يتأثر به السودان بصورة مباشرة، إن لم يطله الأذى الجوي كمواقع ووجهة للحليف الأول للحرب الدائرة، وما تحدثه من متغيرات في السودان.

نعود..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى