مصر تدعو لتنفيذ بيان الرباعية كاملاً وتؤكد الحاجة إلى هدنة إنسانية

رفضت محاولات التقسيم وإضعاف المؤسسات الوطنية

وكالات

شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على أهمية التنفيذ الكامل لبيان الرباعية الصادر في 12 سبتمبر، مؤكداً الحاجة الملحة إلى هدنة إنسانية فعّالة تمهّد الطريق لوقف إطلاق نار دائم، وعملية سياسية بقيادة سودانية، مع ضرورة منع أي محاولات لتفتيت الدولة.

وتلقى عبد العاطي اتصالين هاتفيين منفصلين من مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية وأفريقيا، وتوم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، لمناقشة الوضع الأمني والإنساني المتدهور بسرعة في دارفور، ولا سيما في الفاشر، واستكشاف سبل تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار.

وفي اتصاله مع بولس، اطّلع عبد العاطي على الجهود الجارية التي تبذلها واشنطن والرباعية الدولية لوقف الانتهاكات في أنحاء السودان كافة، وخاصة في المناطق المتضررة من النزاع في دارفور، بحسب بيان لوزارة الخارجية.

وأكد عبد العاطي موقف مصر الثابت الداعم لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفضها أي محاولات لتقسيمه أو إضعاف مؤسساته الوطنية. وشدد مجدداً على أهمية التنفيذ الكامل لبيان الرباعية الصادر في 12 سبتمبر، وعلى الحاجة العاجلة إلى هدنة إنسانية فعّالة تمهّد لوقف إطلاق نار دائم وعملية سياسية بقيادة سودانية.

وخلال مكالمته مع فليتشر، تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن تعزيز الاستجابة الدولية للأزمة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان الأكثر تضرراً. وقال فليتشر إنه يعتزم تقديم إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الانتهاكات الخطيرة التي تشهدها البلاد.

من جانبه، استعرض عبد العاطي الدعم الإنساني والسياسي المستمر الذي تقدمه مصر للشعب السوداني، مشدداً على استمرار القاهرة في إيصال المساعدات الإغاثية عبر الحدود وتنسيقها مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين لضمان وصولها إلى المحتاجين.

واتفق الوزير ومحاوراه على مواصلة التشاور والتنسيق الوثيق مستقبلاً لدعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق السلام المستدام في السودان وتخفيف المعاناة الإنسانية لشعبه.

وجاءت هذه الدعوات وسط تقارير من الفاشر، عاصمة شمال دارفور، تصف إحدى أحلك فترات الحرب في السودان، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة عقب أشهر من الحصار، مما أدى إلى عمليات قتل جماعي، وانهيار الخدمات الطبية، ونزوح المدنيين.

ووثّقت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، استناداً إلى صور الأقمار الصناعية وشهادات ميدانية حللها مختبر بيل للأبحاث الإنسانية، وجود مقابر جماعية وإعدامات ميدانية في مختلف أنحاء المدينة وضواحيها عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها.

ويُعتقد أن حصيلة القتلى جراء الهجوم تجاوزت 1500 مدني خلال ثلاثة أيام فقط، بحسب عدة تقارير. وحذّرت وكالات الإغاثة الإنسانية من انهيار كامل للخدمات الأساسية، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي في الفاشر انهار بالكامل، مع انتشار الكوليرا وسوء التغذية الحاد بين الناجين.

ولا يزال أكثر من 260 ألف مدني محاصرين، يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية بعد عزل المدينة عن قوافل المساعدات منذ فبراير 2025.

وحذّر محللون من أن هذا التطور قد يؤدي إلى مزيد من الفظائع ويعمّق الأزمة الإنسانية والسياسية في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى