العنصرية مشروعكم.. ودارفور ستبقى في الوطن
بقلم : صفاء الزين
العنصرية ليست جديدة على تياركم، فقد رأينا كيف تبنّى الكيزان ومليشياتهم، بما فيها مليشيا الجيش، خطاب العنصرية بأبشع صوره، لم يكتفوا بذلك، بل تجاوزوه إلى إصدار قانون أسموه “قانون الوجوه الغريبة”، وهو عنوان واضح لعنصرية الكيزان ونظام الأمر الواقع البرهاني، هذا القانون صُمِّم خصيصًا لاستهداف العنصر الزنجي في السودان، ليس فقط في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بل في كل مكان يوجد فيه من تنطبق عليه مواصفاتهم العنصرية، وقد رأينا كيف طبّقت مليشياتهم هذا الفكر عمليًا، مثل مليشيا البراء وغيرها من مليشيات الدواعش، التي قامت بتصفية شباب تلك الولايات بحجة التعاون مع الدعم السريع في كل منطقة تواجدوا فيها.
ثم ماذا عن الطائرات الحربية التي ما زالت تدكّ منازل المواطنين في مدن دارفور، بحجة أن سكانها يمثلون حواضن للدعم السريع؟ هل هذا أيضًا ليس عنصرية؟ أنتم من أدخلتم السودان في دوامة الدم، ولا زلتم تسعون لتمزيقه أكثر تحت غطاء مشاريعكم المشبوهة.
ومن يتحدث عن الانفصال، فليواجه الحقيقة، أنتم من سعى له دائمًا، لستم بحاجة إلى إنكار الأمر أو التمويه، فقد سبقتكم إلى ذلك رموزكم التاريخية، مثل الطيب مصطفى، الذي كانت صحيفته منبرًا لدفع الجنوبيين إلى خيار الانفصال، بل واحتفل به بذبح ثور أسود يوم تحقيقه، في مشهد يختزل كل العنصرية التي تحملونها، والآن، يأتي مشروعكم الجديد، الذي تسمونه “دولة النهر والبحر”، ليكمل نفس المسار، ويسعى لبتر دارفور من خارطة السودان، لكنه حلم في أذهانكم فقط.
أما حديثك عن التقسيم باعتباره “واقعًا لا خيارًا”، فهو انعكاس لرغبتكم المستعجلة في تحقيقه، وليس لحقيقة على الأرض، حتى الآن، لم نسمع أن الدعم السريع أو مواطني دارفور يسعون لتقرير المصير، بل حتى الحكومة المزمع تكوينها في مناطق سيطرة الدعم السريع اسمها “حكومة الوحدة والسلام”، وليس “حكومة انفصال” كما تتمنون.
ثم لا تنسَ، الحرب لم تنتهِ بعد، والأيام قد تكون حبلى بالمفاجآت، فإن حدث وطلب أهل دارفور الانفصال، أو فرضت الظروف ذلك، فحينها سيكون لكل حادث حديث، أما الآن، فإن دارفور جزء أصيل من السودان، ولن تنجحوا في جرّها إلى مشروعكم العنصري كما فعلتم مع الجنوب.
#اللهم_لا_ترفع_للكيزان_راية_ولا_تحقق_لهم_غاية